منتديات الهنا
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.alhanaa.me/t12005
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

"معاناة الحرمان وأمل اللقاء"
amjad238 10-03-2007 10:55 مساءً
وثيقة بعنوان:

"معاناة الحرمان وأمل اللقاء"

تعرض لأهم الصعوبات التي تواجه الأسرى الفلسطينيين وذويهم عند الزيارة والإجراآت الإسرائيلية المعيقة. تصدرها منظمة أصدقاء الإنسان الدولية في 17 أبريل (نيسان) 2006، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني

لا مثيل لمعاناة الأسرى الفلسطينيين وذويهم

بالنظر إلى الحصار المقيت، الذي تنتهجه السلطات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وتفرضه على الفلسطينيين، منذ الثامن والعشرين من أيلول (سبتمبر) عام 2000 في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أصبح من الصعوبة بمكان على ذوي الأسرى الفلسطينيين، القيام بزيارة أسراهم في السجون ومراكز الإعتقال الإسرائيلية. وكذلك فإن حزمة من الإجراآت الإسرائيلية المتبعة بحق المعتقلين وذويهم أدت إلى تعقيد عملية الزيارة أو توقفها في حالات كثيرة.
وإذا ما علمنا أن عدد الأسرى الفلسطينيين الحالي، يقارب تسعة آلاف أسير، في السجون الإسرائيلية، فإن ذلك يعني أن تسعة آلاف عائلة فلسطينية على الأقل، تعاني من الحرمان من التواصل مع ذويها وأقاربها من الدرجة الأولى، ناهيك عن آلاف العائلات الأخرى التي تقرب الأسرى بدرجة ثانية، وهي ممنوعة مطلقاً من زيارة أقاربها.
إن حرمان الأسير من رؤية أحبائه (الوالد، الوالدة، الزوجة، الأولاد، الإخوة)، والجلوس معهم، والحديث إليهم وتقاسم الأفراح والأتراح معهم، وحرمانه من احتضان أبنائه الصغار بشكل خاص، يشكل معاناةً قل نظيرها في الوقت الحاضر، وهي معاناة مركبة تثقل كاهل الأسرى وأقاربهم في آن، وتشكل ضربة نفسية قاسية بحقهم.
وهنا يتسائل أصدقاء الإنسان ومحبي الحرية في العالم، ما هو ذنب الطفل الصغير حتى يتجرع مرارة حرمانه من لقاء أبيه، وما هو ذنب الشيخ الطاعن في السن حتى يحرم من لقاء ولده.
إن كل ذي لب يستنتج أن السلطات الإسرائيلية، تفرض عقوبات جماعية إنتقامية، لا إنسانية وغير مبررة، على قطاع واسع من الشعب الفلسطيني، ينبغي التضامن الفعال لرفعها.

صعوبة الزيارة والإجراآت الإسرائيلية المعيقة

*تشترط سلطات الإحتلال، حصول ذوي الأسرى، على تصاريح زيارة خاصة، من أجهزتها الأمنية عبر الصليب الأحمر الدولي، لزيارة المعتقلين والأسرى، يسمح لحاملها عبور الحواجز العسكرية المقامة على الخط الأخضر، والدخول إلى قاعة الزيارة في المعتقل. هذه التصاريح تمنع في حالات واسعة عن الأب أو الأم أو الإبن أو الأخ (الأخوة فوق سن الثالثة عشرة ممنوعون من الزيارة مطلقاً)، لأسباب أمنية (حسب السلطات الأمنية). وفي كل زيارة لا يتجاوز عدد الأقارب المصرح لهم بالزيارة إثنان غالباً. وفي حالات يتم المنع من الزيارة بالرغم من إمتلاك الزائر للتصريح.

*تمنع الزيارة منعاً باتاً خلال مرحلة التحقيق مع الأسير، تمتد هذه المرحلة الزمنية إلى سبعين يوما في بعض الحالات.

*عندما يستقل الزائرون الحافلة المخصصة لإيصالهم إلى السجن، تبدأ رحلة عذاب حقيقية بالنسبة لهم، أعداد كثيرة من الحواجز العسكرية يجب اجتيازها، الإنتظار الطويل عليها، المضايقات والمعاملة العنصرية والفوقية من قبل أفراد الجيش، عملية التفتيش وتغيير الحافلات، أصبحت عناصر تحيل الزيارة إلى معاناة حقيقية.

*ينطلق الزائرون في الثالثة فجراً ويعودون إلى بيوتهم قبل منتصف الليل في أغلب الحالات، بالرغم ان المسافة بين البيت والسجن لا تستغرق الساعة والنصف أو الساعتين، مدة الزيارة 45 دقيقة، تقصر في حالات لذرائع متعددة.

*عند الوصول ينتظر الزائرون في باحات غير مجهزة، ويتعرضون للماطلة في عمليات الإدخال إلى قاعة الزيارة، ويضطرون للإنتظار لمدد مختلفة تقرب من الثلاث ساعات أحياناً، ويتفاجأ الأهالي في بعض الحالات بإنكار إدارة السجن لوجود الأسير.

*تتبع إدارات السجون سياسة التفتيش بحق الأسرى وذويهم قبل وبعد الزيارة في حالات كثيرة، وتجبرهم على خلع ملابسهم، وسط سيل من الإهانات والشتائم والكلمات النابية الموجهة للأسرى.

*تبدأ الزيارة بدخول الأهالي إلى قاعة الزيارة، واصطفافهم في الجهة الخارجية من الشبك الحديدي والحائط الزجاجي العازلين، ويصطف الأسرى في الجهة الداخلية المقابلة. ويبدأ الحديث حيث يضطر الطرفان للصراخ من أجل سماع بعضهما البعض، لوجود العازلين ولكثرة الأطراف المتحدثة في تلك الدقائق المعدودة. يحاول كل من الأهالي والأسير التركيز على حركة الشفاه ليترجمها إلى كلام. وتكون المحادثة أحياناً عبر ميكروفونات.

*تلجأ السلطات الإسرائيلية ضمن سياسة العقاب الجماعي، لمنع زيارات الأسرى بحق محافظات كاملة، ولمدد طويلة.

*تلجأ إدارة السجن لمنع بعض الأسرى من الزيارة كإجراء عقابي لهم.

تشكل هذه الإجراآت حلقةً في سياسات السلطات الإحتلالية الإسرائيلية المتبعة بحق الأسرى بشكل عام، وتتضح الصورة أكثر، إذا ألّم المرء باساليب القهر والتعذيب، التي تتبعها تلك السلطات بحق الأسير، منذ لحظة إعتقاله وقذفه في السجن، مرورا بأقبية التحقيق وجلادي المخابرات وعمليات التعذيب الرهيبة التي يتعرض لها، والمحاكم الصورية والظالمة التي يعرض عليها، والأحكام الجائرة التي تصدر بحقه عنها، والظروف المأساوية الأخرى التي يعيشها في السجون، المتمثلة بالإزدحام في الغرف وظروف الإقامة اللاإنسانية وسوء التغذية والإهمال الصحي وغيرها مما يصعب حصره في هذه الوثيقة.
إذن الهدف هو إضعاف الأسرى معنويا، وتدميرهم صحيا وعقابهم وذويهم، ولا بد من تضافر الجهود لرفع المعاناة والحرمان عنهم، وتحقيق أمل اللقاء الدائم بعائلاتهم.

أصدقاء الإنسان الدولية
فيينا، 17/04/2006
منتديات الهنا

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved