منتديات الهنا
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.alhanaa.me/t17812
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

شركيات وعقائد الصوفية = الجزء الاول
ال تفاحة الحسيني 16-07-2007 11:47 صباحاً
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد : أيها الأخوة يقول الله وهو أصدق القائلين : { فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون } وجه الشاهد من هذه الآية أن الله أخبرنا أنه فطرنا على الدين ، فما منا من أحد إلا والله فطره على قبول الحق وعلى حب الحق ، ففطرتنا تتفق مع ديننا ليس فطرتنا ضد ديننا وليس ديننا فوق فطرتنا ، فلهذا سمعتم كيف جعل الله الفطرة التي فطرنا عليها هي الدين القيم ، ولهذا جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) المولود كلُ مولود من بني آدم يولد على الفطرة التي هي فطرة الإسلام قبول الإسلام حب الإسلام الرضى بدين الله رب العالمين سبحانه وتعالى ، والرسول عليه الصلاة والسلام يأتنا بخبر عن ربه سبحانه الحديث في صحيح مسلم عن عياض بن حمار رضي الله عنه والحديث طويل : وفيه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : ( يقول الله : إني خلقت عبادي حنفاء ) والحنيف : هو المقبل على دين الله رب العالمين ، ولهذا وصف الله أبانا إبراهيم عليه السلام بأنه كان حنيفاً أي مخلصاً فمعنى حنيف مخلص لله رب العالمين سبحانه وليس المائل فقط لأن المائل معنى أن فيه ميول وميول ولكنه الحنيف المخلص فكلنا خلقنا هكذا ، ( قال الله : إني خلقت عبادي حنفاء فجتالتهم الشياطين ) ومعنى أجتالتهم أي أجثتهم وأخذتهم ( أجتالتهم الشياطين فأحلوا لهم ما حرمت عليهم ، وحرمت عليهم ما أحلله لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ) فالشاهد من الحديث أن الشرك طارئ على الأمة ، وهكذا البدعة طارئة على الأمة والمعصية طارئة على الأمة ، فالأصل فينا جميعاً في البشرية أنهم خلقوا على الفطرة وخلقوا لهذا الدين وهذا ما اقتضته حكمة الله رب العالمين سبحانه ، فالطفل حين يولد لا يكون عنده قبول ولا معرفة ولا إدراك بالمحرمات لا يعرف يسرق ولا يزني ولا يكذب ولا يقتل ولا يُشرك بالله وليس عنده من الانحرافات شيء ، وما ذاك إلا أن الله فطره على أنه يقبل هذا الدين كله . وبما أنكم علمتم أن كل الشرور الموجودة في الأمة إنما هي طارئة هذا يُعطينا مفهوماً للأصل وأن الأصل هذا يَجعلنا نحرص ونبحث عن الأصل ونعود إلى الأصل ونصحح من الأصل من أجل أن يُوجد في الأمة الخير الذي أراده الله سبحانه وتعالى . وإني سأتكلم عن أخطر المعاصي ألا وهو { الشرك بالله سبحانه وتعالى } ، تكلمت ذات مرة في مسجد مذبح عن السحرة وماذا تفعله السحرة بالأمة ، وفي هذه الليلة نتكلم عن كيف أنتشر الشرك في أمتنا ما دُمنا فُطرنا على الدين وما دامت فطرنا تحملنا على قبول الحق والحب له والتعظيم له والنفرة من الباطل والكره والبغض والمحاربة ، فلماذا وصلت الأمة إلى ما وصلت إليه في قضية الإشراك بالله رب العالمين ولم يسلم ولم ينجو إلا القليل ممن نجاه الله سبحانه وتعالى . كيف أنتشر الشرك في أمة الإسلام ؟ أسمعوا إلى هذا الحديث العظيم يبين لكم عظمة العقيدة عظمة توحيد الله ، ومعنى توحيد الله أي عبودية الله رب العالمين إفراد الله بالعبادة ، روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر قال عليه الصلاة والسلام : ( إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في لفظ ( في الجزيرة ) أي في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم ) الرجل منا إذا صلح معتقده إذا كان يخشى الله ويراقب الله ويتوكل على الله ويحب الله ويعظم الله وكذلك أيضاً كان هذا الرجل يُفوض أمره لله ويسلم أمره لله ويثق بالله ويحسن الظن بالله ، إذا كانت عقيدة صحيحه من داخله فإنه يكون قد حقق المنجز الأكبر وإن الشيطان ييأس من أن يدخله في الشرك بالله سبحانه وتعالى ، فإذا لم يكن عنده المعتقد الصحيح الشيطان إلى جانب ما يُوقعه فيه من المعاصي يوقعه في الشرك بالله سبحانه وتعالى . أيها الأخوة كيف دخل الشرك في أمة الإسلام ؟ وكيف دخل في حملة الرسالة وفي حملة التوحيد وفي ورثة النبوة وخلفاء الصحابة كيف دخل ؟ دخل الشرك فينا عن طريق إحياء السنة اليهودية والنصرانية ، وما هذه السنة ؟ هذه السنة هي البناء على القبور بناء القباب بناء المشاهد بناء المساجد على القبور اسمعوا ماذا يقول سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم ويقول ما ستسمعون وهو في حالة سكرات الموت وقال هذا عدة مرات عند الموت وعند قرب الموت فقد قال قبل أن يموت بخمس وقال هذا وهو على وشك الخروج وهو في آخر أنفاسه من هذه الحياة ، عليه الصلاة والسلام روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة ومن حديث عائشة ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهم جميعاً قال عليه الصلاة والسلام : ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) تقول عائشة : يحذر مما صنعوا أي يحذر أمته مما صنع اليهود ومما صنعته النصارى يقول هكذا : ( لعنةُ الله ) ويقول : ( لعن الله اليهود والنصارى ) ، وهذا الحديث بلفظه أو بمعناه قد جاء عن أكثر من أثني عشر صحابياً رضي الله عنهم أجمعين ، وقد جاءت أحاديث تحذر من البناء أو التجصيص أو الكتابة والقعود والجلوس على القبور والمرور على القبور والبناء على القبور ما يزيد عن أربعين حديثاً صحيحاً عن محمد سيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، ولكن صاحب الباطل لا يُعظم ديناً ولا يرحمُ أمةً وإنما يريد أن ينصر نفسه وأن ينصر هواه ، فهذه الأحاديث إلى جانب ما في القرآن من التحذير من الشرك تُركت خلف الظهور وعُمل ما حرم الله رب العالمين سبحانه ، روى الإمام البخاري ومسلم من حديث عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما لما كانتا في أرض الحبشة رأتا كنيسةً فيها تصاوير ـ أي فيها تصاوير رجال صالحين ـ فأخبرت النبي عليه الصلاة والسلام بذلك فماذا قال عليه الصلاة والسلام لأم المؤمنين ؟ قال : ( أولئكِ كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره وصوروا تلك الصور أولئكِ شرار الخلق عند الله ) فسمى رسولنا أن من يفعل هذا من يَدفن الأولياء والصالحين إن كانوا أولياء وصالحين والله أعلم بالأولياء وأعلم بالصالحين لكن سيأتي بعد قليل ماذا في كلمة أولياء من أخطار وأضرار ، لا يجوز أن يُبنى على قبور المسلمين بغض النظر كانوا في المرتبة العالية في الخير والصلاح أو المتوسطة أو أو إلى آخره لا يجوز أن يُبنى على قبورهم لا مساجد ولا قِباب ولا غير ذلك ، ولكن الذي حصل أن الصوفية أحيت هذه السنة النصرانية واليهودية فقد صارت مساجد المسلمين في مشارق الأرض وفي مغاربها مبنية على القبور أو القبور تُدخلُ في المساجد إما أن يُبنى المسجد على القبور وإما أن يُدفن من يدفن في المساجد ، من هنا بدأ الشرك ، وهذا هو الشرك الذي وقع فيه قوم نوح وهو الشرك الذي وقع فيه اليهود والنصارى ، وهذا الشرك وقع فيه من وقع فيه من هذه الأمة ، اسمعوا أيها الأخوة لما بُنيت المساجد على القبور والقِباب المشيدة على القبور وصار القبر الفلاني يقال عنه كذا وكذا ماذا حصل ؟ أولاً : وضع من وضع من الزنادقة أحاديث مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام فعندك حديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : ( إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ) إذا أعيتكم الأمور أي صَعبت عليكم ما وجدتم لها مخرجاً ولا وجدت لها ملجئاً فرجعوا إلى من ؟ إلى أصحاب القبور ، هذا الحديث وضعته الزنادقة الذين يدعون المسلمين إلى الكفر والشرك بالله رب العالمين ، كم في القرآن من آيات تبين أن العافية من الله وأن النفع من عند الله والضر من عند وأن الرحمة بيد الله والخير بيد الله رب العالمين وأن جميع البشر لا يملكون لأحد مثقال ذره الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : ( إذا استعنت فاستعن بالله ، وإذا سألت فسأل الله ، وأعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لأن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإذا اجتمعوا على أن يضروك قد لن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام ، وجفت الصحف ) إذا كنت الأمة التي تملا القاع والبقاع لا تملك لأحدنا مثقال ذرة من خير ومثقال ذرة تدفع عنه من الشر ما بلك بميت ما بالك بمن صار في حياة غير حياتنا ، فإن الأموات صاروا في حياتهم البرزخية ، وسميت برزخية لأن بيننا وبين حياة الأموات حاجزاً كما قال الله : { ومن وراءهم برزخ إلى يوم يبعثون } فهنالك حاجزٌ بين حياتنا وحياة الأموات ، فلا صلة لنا بالأموات ولا معرفة لنا بأحوالهم إلا بقدر ما علمنا ديننا ، وكذلك أيضاً الأموات لا صلة لهم بنا ولا تعلق لهم بنا أبداً ، ولكن الزنادقة يريدون من المسلمين أن يعبدوا غير الله وأيُ دعوة إلى الشرك الأكبر والكفر الأعظم من هذه ، ( إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ) ، لقد كان كفار قريش وهم أبو جهل ومن معه وأبو لهب ومن معه إذا اشتد بهم الأمر وإذا عظمت بهم المصيبة ألتجئوا إلى الله وأخلصوا ندائهم وتعلقهم ودعائهم لرب العالمين سبحانه ، ولا يتعلقون بأصنامهم ، لأنهم يعتقدون أنها لا تعطيهم ما يريدون ولا تدفع عنهم ما يحذرون أبداً ، لكن للأسف الشديد أن صار المسلمون الآن عند الشدائد يتوجهون إلى غير الله رب العالمين . أيها الأخوة سمعتم هذا الحديث المكذوب على نبينا عليه الصلاة والسلام هنا كيف طُبق هذا الحديث ؟ كيف طبقته الصوفية ، كيف دعت الصوفية المسلمين إلى أن يطبقوه عند القبور ؟ هذه بعض المواقف . هذا رجلٌ لما أراد التتر أن يدخل الشام وهنالك قبرٌ بل قبور تُعبد من دون الله ولكن هنالك قبرٌ مشهور وهو قبر أبي عمر ينادي الناس ويقولون : يا خائفين من التتر لوذوا بقبر أبي عمر يا خائفين من الضرر لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكمُ من الضرر انظرا كيف يدعوهم عند نزول المصيبة العظمى وتسلط العدو الكاسح العدو المبيد يدعوهم إلى أن يلتجئوا إلى صاحب القبر إلى الميت هكذا يا أخوة ، كذلك أيضاً هذا الغزالي رحمه الله الذي مات قريباً وفي كتبه ما فيها من المخالفات الشرعية يقول رحمه الله في كتابه < عقيدة المسلم > وننصح ألا تُقرأ كتبة إلا بعد السؤال والتمحيص والتفحيص لما فيها من مخالفات ، على كل يقول : لما جاءت الشيوعية وأرادت أن تدخل مصر يقول : إنه توجه إلى قبر أحمد البدوي المقبور في طنطا يقول : توجه ثلاثة مليون من المسلمين يستنصرون ويلوذون بقبر البدوي ليصرف عنهم البدوي الشيوعية . كذلك أيضاً من هذه المواقف ما ذُكر ذكره أكثر من مؤلف من الصوفيين ، هذا إبراهيم بن إلياس وهو صوفي لما كان في وقت الغرغرة كان يقول للحاضرين : إذا كانت لكم حاجة فأتوا إلي واجلس عند رأسي وناديني وأنا أقضها لك . كذلك أيضاً ذكروا أن من جاء إلى قبر عبد القادر الجيلاني وقرأ سبع مرات آية الكرسي يخطو مع كل قراءة خطوة حتى يصل إلى القبر قالوا ستقضى حاجته بشرط أن يتوجه بقلبه وببدنه إلى صاحب القبر . أونسيتم ما هو حاصلٌ في بلادنا أن يقول قائلهم : يا جيلاني لا تنساني أنسيتم أن قائلهم يقول : يابن علون يا صفي من قصد بابكم نجي لا تقولوا هذه انتهت ، ما انتهت الشرك الآن يزيد في البلاد الشرك يزيد والشر يزيد في البلاد نجى من نجى قليل من المسلمين والباقون على وشك التلف عياذاً بالله . أنسيتم أنهم يقولون للعيدروس المقبور في عدن : يا عيدروس يا شمس الشموس أنقذ النفوس ما عندهم منقذ إلا صاحب القبر أما الله فقد نسوه أما الله فقد ضيعوه أما الله فقد تركوه وما وثقوا به وما أحسنوا الظن به ولا عبدوه ولا يرجون رحمته ولا يخشون عذابه وإنما التعلق بصاحب القبر عياذاً بالله . وكذلك أيضاً ماذا يحصل عند قبر في الضحي خارج الحديدة يقولون : يا شيخ يا من قد سمى ويا من صار يسمع صريف الأقلام في السماء ، ينادون صاحب القبر ويقولون : انه يسمع صريف الأقلام ، يا سبحان الله هذا موجود في البلاد وكم من دواهي من هذه الأخطار المزعجة التي تجعل المسلم يستغرب أن يوجد هذا في بلادنا . أيها الأخوة أصحاب القبور هؤلاء كم عددهم ؟ يقول صاحب كتاب < التوحيد في مسيرة العمل الإسلامي > يقول : إن الأضرحة التي يعبدوها المسلمون بلغت إلى عشرين ألفاً ، الأضرحة القبور التي يُذبح لها وينذر لها ويدعى أصحابها من دون الله التي يحج إليها وتُزار وتشد إليها الرحال ويُسرج لها والقبور التي يطاف عندها والقبور التي تجتمع الأمم عليها بلغت إلى عشرين ألفاً بل لو قلت أن هذا العدد قليلاً لكنت مصيباً لأنه في بعض البلدان قد حرص أصحابُ الشركيات والخرافات أن يجعلوا في كل قرية بما يُسمى بولي ولو كان لا تُوجد إلا أحجار ولا يُوجد شيء ولو وجدت شيء ما معناه أن هذا يُعبد من دون الله ، ولكن الشاهد أنهم يحرصون على أن يصورا للناس شيئاً يُسمى الولي من أجل أن يعبده الناس وأن يكون قريباً إليهم بما يسمى هذا بالولي من أجل أم يعبد من دون الله يا سبحان الله ، والله يضحك علينا حتى النصارى ، لقد قام أحد المستشرقين بدراسة حول القبور التي تُعبد من دون الله في بلاد مصر ، وبلاد مصر فيها العجائب فيها المضحكات وفيها المبكيات ، فذكر قبوراً كثيرة تعبد من دون الله رب العالمين ، حتى قال بعضهم إن النصارى يعبدون المسيح ويعبدون مريم أما المسلمون فقد صاروا يعبدون من دون الله كما علمت بعشرات الآلاف يا سبحان الله كيف ضاعت أمتنا وكيف تاهت أمتنا وكيف أنطلى هذا البلاء العظيم على الأمة والتوجه بكل العبادة إلى صاحب القبر ، لا يخاف إلا صاحب القبر لا يرجو إلا صاحب القبر لا يُعظم إلا صاحب القبر لا يذبح إلا لصاحب القبر ، بل يا أخوة الذين تعلوا بالقبور إن أراد يحج يستأذن من صاحب القبر إن رجع من الحج مر على صاحب القبر وقال له : لقد حججنا وما نسيناك ، إن أراد أن يعمل أي عمل يذهب يستأذن من صاحب القبر لماذا يستأذنون من أصحاب القبور ؟
يدعون أن أصحاب القبور هؤلاء يتصرفون في الكون كما سيأتي بعد قليل ، وعلى سبيل المثال هذا عندنا في اليمن هذا عبد الحميد الشايف وهو مفتي تعز يخرج كتاباً عنوانه [المهرجان] هذا الكتاب منسوب إلى أحمد بن علوان المقبور خارج تعز في يفرس الذي يُعبد من دون الله إلى اللحظة والذي تُذبح عنده الذبائح ويطاف حول قبره ويدعى من دون الله ويُطلب منه ما لا يقدر عليه إلا الله رب العالمين ، ماذا يقول عبد الحميد الشائف ؟
يقول : وقد استأذنت شيخي ابن علوان معلوم أن ابن علوان توفي في القرن السادس الهجري ، يقول : وقد استأذنت شيخي بطباعة هذا الكتاب فأذن لي فطبعته ، انظر على هذا الحد يلعبون على المسلمين وهذا يُسمى بمفتي وهذا يُنتظر منه الرحمة لا يأتينا من قِبله إلا العذاب ما دام أنه يدعوا الأمة إلى أن تعتقد أن هؤلاء لا يعمل عملٌ إلا بشأنهم وبأمرهم وبموافقتهم ، هذا إبطال للدين هذا إبطال الشريعة هذا يجعل المسلمين ألا يتعلقوا بيدين وإنما يتعلقوا بأولئك . وهذا عبد الحليم بن محمود الذي هو شيخ الأزهر سابقاً بذهب يؤلف كتاباً في مدح أحمد البدوي الذي مقبور في مصر في طنطا فيذهب يبقى ليالي عند قبره ومن ثم يذكر في الكتاب أنه ما كتب هذا الثناء والمدح لأحمد البدوي إلا بعد أن أذن له أحمد البدوي ، لهذا أيها الأخوة من عقائد العوام في الأولياء أنهم موجودون معنا في كل مكان من هم الأولياء الذين يعتقدونهم العوام ، العوام لا يعرفون أولياء الله الذين نطق بهم القرآن ونطقت بهم السنة أولياء الله في القرآن وفي السنة هم كل مسلم ومسلمة كبيراً صغيراً فقيراً غنياً قوياً ضعيفاً كل مسلم يحب الله ورسوله ويعمل بشريعة الله ويبتعد عن البدعة وعن الشركية ويحارب المعاصي ، فهذا ولي من أولياء الله رب العالمين سبحانه.

أما الأولياء عند العوام الذين أخذتهم الصوفية ومن جرى مجراهم فيعتقدون أن الولي من بُنيت على قبره قبة ، من بُنيت على قبره قبة قالوا هذا هو الولي ، ولهذا لما وجدت الصوفية أن العوام بلداء إلى هذا الحد ذهبوا يضعون أحجاراً في رأس جبل ويضعون عليها قليل من النورة أو قيل من البوية وما أيه ذلك وقالوا للناس هذا ولي ، بل قد حصل أن حدثنا رجل وقال كنت ماشياً وكان معي حمار قال فمرض حماري فجلس فجلست بجانبه فسرجت الفانوس في الليل والحمار مات في ذلك الوقت قال ثم ذهب قال : فمررت بعد أيام على المكان الذي مات فيه حماري قال : فإذا بالمكان الذي مات فيه حماري قد وضع عليه قبة فسألت الناس ما هذا ؟ قالوا هذا هنا ولي من أولياء الله ، قال فقلت لهم : هذا المكان مات فيه حماري ، قالوا لا نحن رأينا في ليلة من الليالي ضوءً هنا فعرفنا أن هنا ولي ، انظروا المقياس في الأولياء والمعرفة للأولياء يأتيهم أي شيطان يَلعب عليهم يصدقونه ويقولون بقوله ويستجيبون لدعوته ويهرولون بعده لأنهم ما عندهم عقيدة ولا عندهم ضوابط شرعية . نرجع إلى قضية الأولياء هؤلاء اسمعوا إلى هذا الحديث وضعته من ؟ زنادقة الصوفية ما هذا الحديث : إذا ضل أحدكم ينسبونه إلى النبي عليه الصلاة والسلام زوراً ، إذا كان أحدكم في أرض فلاه فضل ولم يجد أناساً فليقول : يا عباد الله أغيثوني ، يا عباد الله أغيثوني ، لماذا يأتون بهذا الحديث المكذوب ؟ لأنهم يدعون أن الأولياء هؤلاء وهم أصحاب القبور أنهم يسمعون الناس دائماً وأنهم مع الناس دائماً وأنهم يعرفون أحوال الناس دائماً وأنهم يُدبرون أحوال الناس دائماً فلهذا قالوا للناس : من ضل في أرض فلاه أو صلت ناقته فلينادي ويقول : يا عباد الله أحبسوا أحبسوا ، يا عباد الله أغيثوني ، انظروا هؤلاء ما يؤمنون بالموت ، نبينا عليه الصلاة والسلام الذي هو أزكى الخلق عند الله وسيد المرسلين عليه الصلاة والسلام يقول الله فيه : {إنك ميتٌ وإنهم ميتون} ولما كانت عقيدة الصوفية أنها تدعي أن أولياءها هم أحياء في الأمة وإن كانوا قد ماتوا ماذا عملوا ؟ قالوا الخضر يمر على الناس في كل وقت وفي كل آن ، والخضرُ مات ولكن دجلاً على الناس يقولون الخضر ، حتى في بعض الأوقات قد يُرى مجنوناً في الشوارع وقد يكون في القمامة فما تدري إلا ويقال للناس هذا الخضر لعباً على عقول الناس . بل الصوفية عند أن يعملوا الحَضرات في رجب وفي شعبان وفي رمضان ماذا يقولون ؟ يقولون : مرحباً بك يا محمد مرحباً مرحباً جد الحسين مرحباً لماذا ؟ يدجلون على العوام أن الرسول يحضر عندهم ويسمع مقالهم ويزكي أعمالهم نعوذ بالله ، فلهذا وثق بهم الناس وصاروا يفعلون هذه الأشياء ويعتقدون أن من لم يفعل الحضرة أن أولاده سيموتون أو أغنامه ستموت أو أبقاره ستموت أو أو إلى آخره مما يُخوفون به الناس صار الناس يخافون من صاحب القبر أشد الخوف حتى لو قلت لواحد من الناس : أحلف لي على رأس صاحب القبر أو أحلف لي عند قبر فلان هذا لا يجوز لا يجوز أن نحلف إلا بالله ، ولكن أريدُ أن أبين لك ماذا عند العوام إلا من هداه الله من معتقد فاسد إلى أبعد الحدود ، لو قال له شخص أذهب أحلف لي عند القبر الفلاني ما هو مستعد لو تُقطع رقبته ومستعد أن يعترف بكل ما أنكره من قبل لماذا ؟ لأنه يخاف من صاحب القبر ، ولهذا الصوفية يُخوفون الناس أن من لم يؤدي حق صاحب القبر أن صاحب القبر سيسبب له كذا سيعمل به كذا ، لهذا صار الناس مدعورين يُقدمون لهم النُذر والذبائح والزيارات وشد الرحال إليهم كل ذلك ليُرضوا أصحاب القبور هؤلاء .
منتديات الهنا

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved