منتديات الهنا
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.alhanaa.me/t2456
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

الشهيدة نهى صبري سويدان
فلسطين 24-05-2006 11:37 صباحاً
[/font]
Maqadma1


Maqadma2

[font=Traditional Arabic] تبدأ حكاية الشهيدة نهى صبري سويدان- 40عاما - زوجة شكري المقادمة عندما كانت تجوب بيتها باحثة عن مكان آمن تأوي فيه أطفالها العشرة, لتحميهم من رصاص وقذائف العدو التي كانت تملأ المكان, وتنتهي عندما تم انتشالها من بين الركام .. شهيدة وتحتها طفلها الصغير يوسف 3سنوات ينبض بالحياة الذي كانت تلفه بذراعيها ، عندما دمرت قوات الاحتلال المنزل المجاور لبيتها اثناء اجتياحها لمخيم البريج وسط قطاع غزة فجر الاثنين 3-3-2002 فتهاوت دارها الصغيرة فوق رؤوس اسرتها فتسقط هي و يصاب زوجها و اطفالها العشرة .
لم ترحل نهى لوحدها بل رحل معها جنين كانت تضمه في أحشائها, لم يتبق أكثر من يومين ليرى النور, بالإضافة إلى رحيل السعادة من عيون أطفالها معها, ولكن على ما يبدو أن العدو الصهيوني أبى إلا وان يقتل الحلم وهو في أحشاء امه.

يقول شكري زوج الشهيدة : بينما كانت زوجتي تحيط أطفالها بذراعيها محتارة كيف تحمي أطفالها من القصف الشديد الذي كان يدوي في المكان, وقع انفجار عنيف اسقط جدران البيت علينا, فأصبحنا جميعا تحت الركام . كنت أنا أول من قام من تحت الركام, فلم أجد حولي زوجتي أو أحدا من أطفالي العشرة, و سمعت صوت نهى وهي تستغيث انجدوا أولادي انجدوا أولادي.. بهذه الكلمات وصف الزوج تلك اللحظات الرهيبة التي غيرت مجرى حياته و حياة اسرته .

وعندها اخذ شكري ينبش بيديه العاريتين الركام باحثا عن أطفاله وزوجته كالمجنون, وأخذ يكبر ويستغيث بالجيران ، ولكن أحدا لم يخرج منهم خوفا من القصف الشديد.

ويضيف شكري المقادمة شعرت لحظتها بانني امتلك قوة لم اعهدها في نفسي من قبل .. فنجحت بحمد الله من انتشال اطفالي من المكان بسرعة جنونية ، غير انه ما ان خرج من المنزل حتى فقد رشده و غاب عن الوعي ولم يشعر بنفسه الا وهو بين الأطباء في المستشفي .

البحث عن الام ..بين الانقاض

الطفل محمد- 8 سنوات - كان من شهد اللحظات الاخيرة من حياة أمه وسمع كلماتها الختامية , و يقول محمد عندما خرجت من بين الركام شعرت بدوار شديد في رأسي الذي كان يسيل دما , ورغم ذلك أخذت أساعد الجيران في البحث عن أمي و إخوتي .

ويتابع أن الجيران تمكنوا من انتشال كل إخوته ما عدا أمه الأمر الذي دفعه للصراخ (الله أكبر ..الله اكبر ) والنداء عليها علها تسمعه, ويقول انه في تلك اللحظات سمع صوت امه وهي تقول: لا اله إلا الله, محمد رسول الله .. لا اله الا... .

الوصية ..و الشهادة

و عندما عثر الاهالي الذين هبوا لانقاذ الاسرة على الام الشهيدة بين أنقاض المنزل كانت تلتقط أنفاسها الاخيرة بصعوبة بالغة , حيث يؤكد ولدها محمد أن احدا لم يستطع نقل أمه إلى المستشفى لان المكان كان محاصرا بقوات الاحتلال التي قامت بإطلاق النار باتجاه السيارة التي كانت تحملها عندما حاولوا نقلها باتجاه المستشفى فتركها الناس على الأرض وهربوا جميعا !

و أردف محمد قائلا بقيت بجوار أمي أنظر إليها وتنظر إلي إلى أن قالت لي ( يا محمد حافظ على إخوتك ) ، وأعطتني محفظة بها نقود كانت قد أحكمت قبضتها عليها خوفا من أن تقع في أيدي الجنود الصهاينة , ويشير انه بعد أن مسحت أمه على وجهه بيدها و لفظت الشهادة فارقت الحياة وهي تنظر إليه .

نسمة- 18عاما - اكبر أبناء الشهيدة , باتت أما لعشرة اشبال... أكبرهم لا يتجاوز الـ 17 عاما رغما عنها و قبل الاوان ، و تقول نسمة: عندما رحلت أمي تركت لي خلفها عشرة من الاخوة .. ، وأضافت بعيون تبرق دمعا سأترك مدرستي و أربي اخوتي .. ، ثم تركتنا و اخذت تبكي بحرقة !
منتديات الهنا

Copyright © 2009-2025 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved