النافذه
الزمان....يوم من ايام ما بعد النكبه وحتى يومنا هذا
المكان.....غرفه صغيره تكتظ بثلاثين شخصا و يزيد في احد سجون القهر والقمع, احدى زوايا الغرفه تضم مجموعه من الذين كبر الامل في قلوبهم حتى اصبح في كل منهم ماردا يتحفز للانطلاق لحظة فتح سدادة القمقم , انهم يجلسون في شبه حلقة يتداولون احدى المواضيع التي كرسوا عقولهم من اجله في جامعة الثوره التي كبرت بامالهم وتحديهم وصمودهم,زاوية اخرى كانت تحوي مجموعة اخرى يشجعون شابان يلهوان بالتفكير برقعة شطرنج بسطت امامهم ينفثون فيها اصغاد قيودهم ويفرغون على سطحها الكبت الذي يعانون ,,,ضوء خافت ينبعث من كوه على شكل نافذه في اعلى جدار الغرفه يتنير مساحة صغيره من ارض الغرفه يشغرها فتى لا يتجاوز السبعة عشر ربيعا من عمره آثر الجلوس وحيدا قريبا من الشيئ الوحيد الذي يربط هذه الغرفه بعالم الحريه.
هدوءه مخيف....نظراته مليئة بالشرود ....عيونه تحمل كل معاني البؤس والشقاء ...يأس قتل يسيطر على صاحب كومة اللحم المنسية هناك .يا الله..كم تحمل هذه السنون السبعة عشر من ثقل الحياه, وكم ينتظرها من هموم عندما تزيد عن السبعة عشر ..لقد كان صاحبنا مسؤولا عن ثماني اخوه وامهم, انه معيلهم الوحيد بعد وفاة والده بمرض لم يجدوا ثمن دواءه ,فخر صريع مجتمع لم يمنحه سوى القسوة والجور . لم يكن امام صاحبنا الا ان يترك المدرسة للتحق بركب العمال الراحلين فجر كل يوم جديد الى هناك,,الى الارض التي كانت يوما ما لهم وانتزعت منهم بغير حق مشروع , انهم يعانون المهانة كل يوم الف مره ,حتى اذا ما غابت الشمس اكتظت بهم الحافله منهكي النفس والبدن .....يقاسون مرارة الحياة التي فرض عليهم العيش فيها.
لم يمنعه تعب كل يوم من الارق الليلي, كان كثير التفكير بالعوامل التي فرضت عليه هذه الحياة المقرفه...وفي كل مره يخرج بنتيجه واحده تزيد من ارقه : الاحتلال.....؟ نعم هو الاحتلال الذي سلب منه اسباب سعادته واسرته ومجتمعه , لماذا الاحتلال ,,, ؟ سؤال طرحه على نفسه كل يوم مئات المرات , كيف السبيل الى ازالته ؟ نعم لا بد من ذلك ولكن هل يلاطم الكف مخرز ؟ نعم بالتصميم والاراده يستطيع وغيره الكثير الكثير ..... ولكن لابد من الوصول الى اول الطريق .
ايام قليله بعدها اصبح ينام نوما هنيئا , لقد جفاه الارق ليحل محله معنويات رائعه , بريق غريب اصبح يشع من عينيه ومن خلال بسمه تحمل في طياتها الاف المعاني , لعن الجوع ليكافح من اجل القضاء عليه... لعن الاحتلال وها هو يبتسم هزءا من القائمين عليه .... احب الناس وها هو يسير في ركبهم ضد ما يعانون .
ولكن... لقد ابى القدر ان يدعه وشانه , لم يطل به الامر على هذه الحال وكان السعاده لم تخلق الا للحظات خاطفه , شهور قصيره واستقر به المقام تحت هذه الكوه التي تاخذ شكل نافذه لتحيله انسانا على شكل حطام ينظر الى لا شيء بنظرات شارده التي تحمل كل المعاني .
عيونه تنطلق من خلال قضبان النافذه لتسبح فوق غيمة كثيفه حجبت نور الشمس عن ناظريه طويلا ,وسرعان ما ترتد هذه النظرات وقد تشبعت بالياس القاتل التي استمدته من ظلام الغيم لتستقر في اعماق اعماق نفسه لوعة واسى .
لم يكن ياسه ندما لسلوكه هذا الدرب , ولم يكن خوفا من مجابهة المستقبل ولا قلقا على الايتام وامهم الذين تركهم لله يتكفل برزقهم , لا فكل ذلك لم يكن يخطر له على بال ولكن لم كل هذا الياس وهذه السويداء ؟امن القضبان ؟...... نعم انها القضبان التي حالت بينه وبين الدرب الذي بداه , انه لم باسف على اي شيء عدا عن انه لم يستطع قهر الاحتلال كما مان يرسم في مخيلته المتواضعه .
مرة اخرى يرتفع نظره مصوبا عبر الكوه الى الخارج , شيء داخلي دفعه الى تثبيت نظره بقوه هناك . ولكن المنظر امامه بدا بتغير , السحابه بدات تنقشع شيئا فشيئا ومعها بدات اشياء كثيره بداخله تتفاعل , لماذا وكيف ومتى ....... اسئله بدات تستعيد اجابات غابت عنه طويلا والسحابه اخذه بالرحيل ووراءها خيط رفيع من نور الشمس يجاهد بقوه لطرد ما بقي من اثار السحابه ولينطلق بقوه عبر النا فذه مخترقا كل الحواجز ليصل الى داخل اعماقه ويذيب السحابه التي تسكن في داخله .
سطع نور الشمس متوهجا داخل الغرفه , وهناك سطع شيءا اخر في اعماقه: الامل والصرار والتصميم اشياء حلت بنور الشمس بداخله لتيحاه انسانا اخر مملوءا بالحيويه والنشاط .
هب واقفا على قدميه وكانه يطير متوجها لمكانه الشاغر بين شباب الحلقه الثقافيه وكله تصميم على مواصلة الدرب الذي بدأ مشحونا بالامل والتفاؤل على بلوغ الهدف الذي كرس نفسه واخوانه في سبيل الوصول اليه .
المكان.....غرفه صغيره تكتظ بثلاثين شخصا و يزيد في احد سجون القهر والقمع, احدى زوايا الغرفه تضم مجموعه من الذين كبر الامل في قلوبهم حتى اصبح في كل منهم ماردا يتحفز للانطلاق لحظة فتح سدادة القمقم , انهم يجلسون في شبه حلقة يتداولون احدى المواضيع التي كرسوا عقولهم من اجله في جامعة الثوره التي كبرت بامالهم وتحديهم وصمودهم,زاوية اخرى كانت تحوي مجموعة اخرى يشجعون شابان يلهوان بالتفكير برقعة شطرنج بسطت امامهم ينفثون فيها اصغاد قيودهم ويفرغون على سطحها الكبت الذي يعانون ,,,ضوء خافت ينبعث من كوه على شكل نافذه في اعلى جدار الغرفه يتنير مساحة صغيره من ارض الغرفه يشغرها فتى لا يتجاوز السبعة عشر ربيعا من عمره آثر الجلوس وحيدا قريبا من الشيئ الوحيد الذي يربط هذه الغرفه بعالم الحريه.
هدوءه مخيف....نظراته مليئة بالشرود ....عيونه تحمل كل معاني البؤس والشقاء ...يأس قتل يسيطر على صاحب كومة اللحم المنسية هناك .يا الله..كم تحمل هذه السنون السبعة عشر من ثقل الحياه, وكم ينتظرها من هموم عندما تزيد عن السبعة عشر ..لقد كان صاحبنا مسؤولا عن ثماني اخوه وامهم, انه معيلهم الوحيد بعد وفاة والده بمرض لم يجدوا ثمن دواءه ,فخر صريع مجتمع لم يمنحه سوى القسوة والجور . لم يكن امام صاحبنا الا ان يترك المدرسة للتحق بركب العمال الراحلين فجر كل يوم جديد الى هناك,,الى الارض التي كانت يوما ما لهم وانتزعت منهم بغير حق مشروع , انهم يعانون المهانة كل يوم الف مره ,حتى اذا ما غابت الشمس اكتظت بهم الحافله منهكي النفس والبدن .....يقاسون مرارة الحياة التي فرض عليهم العيش فيها.
لم يمنعه تعب كل يوم من الارق الليلي, كان كثير التفكير بالعوامل التي فرضت عليه هذه الحياة المقرفه...وفي كل مره يخرج بنتيجه واحده تزيد من ارقه : الاحتلال.....؟ نعم هو الاحتلال الذي سلب منه اسباب سعادته واسرته ومجتمعه , لماذا الاحتلال ,,, ؟ سؤال طرحه على نفسه كل يوم مئات المرات , كيف السبيل الى ازالته ؟ نعم لا بد من ذلك ولكن هل يلاطم الكف مخرز ؟ نعم بالتصميم والاراده يستطيع وغيره الكثير الكثير ..... ولكن لابد من الوصول الى اول الطريق .
ايام قليله بعدها اصبح ينام نوما هنيئا , لقد جفاه الارق ليحل محله معنويات رائعه , بريق غريب اصبح يشع من عينيه ومن خلال بسمه تحمل في طياتها الاف المعاني , لعن الجوع ليكافح من اجل القضاء عليه... لعن الاحتلال وها هو يبتسم هزءا من القائمين عليه .... احب الناس وها هو يسير في ركبهم ضد ما يعانون .
ولكن... لقد ابى القدر ان يدعه وشانه , لم يطل به الامر على هذه الحال وكان السعاده لم تخلق الا للحظات خاطفه , شهور قصيره واستقر به المقام تحت هذه الكوه التي تاخذ شكل نافذه لتحيله انسانا على شكل حطام ينظر الى لا شيء بنظرات شارده التي تحمل كل المعاني .
عيونه تنطلق من خلال قضبان النافذه لتسبح فوق غيمة كثيفه حجبت نور الشمس عن ناظريه طويلا ,وسرعان ما ترتد هذه النظرات وقد تشبعت بالياس القاتل التي استمدته من ظلام الغيم لتستقر في اعماق اعماق نفسه لوعة واسى .
لم يكن ياسه ندما لسلوكه هذا الدرب , ولم يكن خوفا من مجابهة المستقبل ولا قلقا على الايتام وامهم الذين تركهم لله يتكفل برزقهم , لا فكل ذلك لم يكن يخطر له على بال ولكن لم كل هذا الياس وهذه السويداء ؟امن القضبان ؟...... نعم انها القضبان التي حالت بينه وبين الدرب الذي بداه , انه لم باسف على اي شيء عدا عن انه لم يستطع قهر الاحتلال كما مان يرسم في مخيلته المتواضعه .
مرة اخرى يرتفع نظره مصوبا عبر الكوه الى الخارج , شيء داخلي دفعه الى تثبيت نظره بقوه هناك . ولكن المنظر امامه بدا بتغير , السحابه بدات تنقشع شيئا فشيئا ومعها بدات اشياء كثيره بداخله تتفاعل , لماذا وكيف ومتى ....... اسئله بدات تستعيد اجابات غابت عنه طويلا والسحابه اخذه بالرحيل ووراءها خيط رفيع من نور الشمس يجاهد بقوه لطرد ما بقي من اثار السحابه ولينطلق بقوه عبر النا فذه مخترقا كل الحواجز ليصل الى داخل اعماقه ويذيب السحابه التي تسكن في داخله .
سطع نور الشمس متوهجا داخل الغرفه , وهناك سطع شيءا اخر في اعماقه: الامل والصرار والتصميم اشياء حلت بنور الشمس بداخله لتيحاه انسانا اخر مملوءا بالحيويه والنشاط .
هب واقفا على قدميه وكانه يطير متوجها لمكانه الشاغر بين شباب الحلقه الثقافيه وكله تصميم على مواصلة الدرب الذي بدأ مشحونا بالامل والتفاؤل على بلوغ الهدف الذي كرس نفسه واخوانه في سبيل الوصول اليه .