..][~ ♥ المسابقه الثقافيه الشهريه..لـ منتديات الهنا♥ ~][..
[font=Simplified Arabic][size=4][color=#0000c0]
اعرفوا كل شيئ عن قراقوش
قراقوش بين خيال الأدباء وحقائق التاريخ تأليف محمد يوسف أيوب ـــ د.عبد الإله نبهان
اعرفوا كل شيئ عن قراقوش
قراقوش بين خيال الأدباء وحقائق التاريخ تأليف محمد يوسف أيوب ـــ د.عبد الإله نبهان
هكذا جاء عنوان الكتاب, ولو توخّينا الدّقة في العنوان لقلنا إنه من المستحسن أن يكون: قراقوش بين الخيال الشعبي وحقائق التاريخ, فأخبار قراقوش ونوادره المنتشرة على لسان الناس هي ثمرة خيال شعبي, وصناعة عقل جمعي رأى أن ينسب كل حكم ظالم لا معقول إلى حاكم اسمه قراقوش, وأنت لو سألت كثيرين عن قراقوش لما ربطوا بينه وبين شخص تاريخي كان له حضوره وكانت له هيبته, لأنه في نظرهم مجرد اسم على حاكم ظالم يضرب بظلمه المثل.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]لذلك رأى المؤلف محمد يوسف أيوب أن ينصف هذه الشخصية وأن يبرز وجهها التاريخي وقيمتها العسكرية وعبقريتها العمرانية في كتاب خاص, لعلّ قراقوش الحقيقيّ يأخذ نصيبه من الإنصاف وحقه من التقدير وسنقدم فيما يلي عرضاً موجزاً للكتاب:
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f][color=blue]قراقوش شخصية تاريخية حقيقية اسمه قراقوش بن عبد الله الأسدي ولقبه بهاء الدين وكنيته أبو سعيد, أما اسمه فمعناه في التركية: النسر الأسود, أما كونه ابن عبد الله فلأنه لا يُعرف مَنْ أبوه, أما الأسديّ فنسبة إلى القائد أسد الدين شيركوه (ت 564هـ) عمّ صلاح الدين الأيوبي, وكان لأسد الدين مجموعة من الفتيان تسمّى الأسدية.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=darkorange]قراقوش أصله رومي, من آسيا الصغرى, كان عبداً, هرب من العبودية, وتقاذفته البلدان حتى إلى الشام, وهناك انضم إلى أسد الدين وهو شيركوه بن شاذي, كان من كبار القادة العسكريين في جيش نور الدين بدمشق, وأظهر قراقوش بطولة وهمةً عاليتين مما رفع من شأنه في نظر شيركوه.
[font=Simplified Arabic][size=3]بعد وفاة شيركوه انضمّ جنده وعساكره (الأسدية) إلى عسكر ابن أخيه الملك الناصر صلاح الدين, وكان من بينهم القائد قراقوش الذي ساهم في حفظ ثروة آخر خليفة فاطمي بعد وفاته وهو العاضد عام 567 هـ.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]وقدّمها تامة إلى صلاح الدين, وكانت ذات أثر في تثبيت دعائم الدولة وبناء بعض تحصيناتها الهامة التي كُلّف قراقوش بتنفيذها.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]بنى قراقوش قلعة القاهرة, وجلب أحجار البناء من بعض الإهرامات الصغيرة التي كانت في الجيزة, وسخّر الآلاف من الأسرى وغيرهم في بنائها, وقدّرهم المقريزي بنحو من خمسين ألفاً, وقد حفر فيها قراقوش بئراً عُدّت من العجائب, وهناك لوحة نقش عليها تاريخ وبناء القلعة, وهذا نص النقش:
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]"أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة المجاورة المحروسة القاهرة بالعرمة التي جمعت نفعاً وتحسناً, وسعة على مَنْ التجأ إلى ظلّ ملكه وتحصنا, مولانا الملك الناصر صلاح الدين والدنيا أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه ووليّ عهده الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن خليل أمير المؤمنين, على يد أمير مملكته ومُعين دولته قراقوش بن عبد الله المالكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائة" وحفر حول القلعة خندقاً عظيماً عدّه الرحالة ابن جبير من العجائب الباقية, كما بنى قراقوش سوراً حول القاهرة انتهى منه بعد وفاة صلاح الدين, كذلك قام بتحصين دمياط وبنى قلعة سيناء قرب عين صدر وقلعة فرعون في خليج العقبة, وهدم جامع المقس وبنى مكانه برجاً كبيراً عُرف ببرج قراقوش. وإضافة إلى هذه الأعمال العسكرية فإنه بنى قناطر الجيزة وهو مشروع زراعي عظيم, كما بنى رباطاً بالمقس وخان سبيل على باب الفتوح بظاهر القلعة للفقراء وأبناء السبيل, وكان هناك ميدان في القاهرة اسمه ميدان قراقوش خارج باب الفتوح.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]بعد معركة حطين وفتح القدس خرج صلاح الدين إلى عكا وقرر تجديد أسوارها وتعلية أبراجها, وعمارة قصورها ودورها, لذلك أرسل صلاح الدين إلى قراقوش يستدعيه إلى عكا, فوصل إليها سنة 584 هـ ومعه معاونوه من العمال والمهندسين, ولم يكد يبدأ بناءه لعكا حتى بدأ حصار الصليبيين لها في رجب سنة 585هـ واستمروا في حصارها حتى سنة 586هـ وتكبدوا خسائر فادحة, لكنّ الإمدادات التي وصلتهم أدّت إلى سقوط عكا, وكان قراقوش بين الأسرى, وظل أسيراً حتى دخلت سنة 588هـ وفيها افتداه صلاح الدين بفدية عظيمة تراوح تقديرها ما بين عشرة آلاف وستين ألف دينار, واستقبله صلاح الدين بطبرية بالبِشْر والبر ثم صحبه معه إلى دمشق, ثم أرسله إلى مصر وكانت هذه أخرَ مرّة يرى فيها قراقوش صلاحَ الدين الذي توفى في صفر سنة 589هـ بدمشق.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]ظل قراقوش مخلصاً لابن صلاح الدين وهو الملك العزيز ملك مصر وكان ساعده الأيمن في الملمات والكوارث وخصوصاً في سنة 591 ـ 592هـ عندما انخفض ماء النيل ونقصت الغلال وانتشر الوباء وكثر الأموات في الطرقات...
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]وبعد وفاة العزيز أصبح قراقوش وصياً على العرش, وقام بذلك على أكمل وجه, لكنّ فتنة عاتية أطلّت برأسها, وانتهت بمصر إلى يد الملك العادل, ولم يكن أمام قراقوش إلا أن يعتزل الحياة العامة, فحبس نفسه في منزله عدة أشهر إلى أن وافاه الأجل في مستهل رجب سنة 597هـ ودفن في تربته المعروفة باسمه في سفح جبل المقطم.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]ومن خلال هذا الموجز تتجلى شخصية قراقوش على أنه رجل عصابيّ وقائد مظفّر, ومهندس بارع, وسياسيّ محنك, ويعد من كبار رجالات دولة صلاح الدين..
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]ولكن ما الذي أو مَنْ الذي شوّه تاريخ هذه الشخصية وجعلها مضرب المثل في الظلم وسوء التصرّف؟
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]يرى مؤلف الكتاب أن الأسعد بن مماتي (ت 606هـ) الذي كان رئيساً على ديوان الجيش وديوان المال, وكان شاعراً أديباً, هو الذي عمد إلى تشويه شخصية قراقوش الذي كان منافساً له في المنزلة لدى صلاح الدين, فصنّف كتاباً سماه "الفاشوش في حكم قراقوش" وقال في مقدمته أنه صنف هذا الكتاب لصلاح الدين ليريح المسلمين من حكم قراقوش...
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]لم يؤثر هذا الكتاب في صلاح الدين, بل إن منزلة قراقوش كانت عالية جداً واستمرت كذلك, لكنّ حكايات الكتاب شاعت بين الناس وأصبح مثلَ "حكْم قراقوش" يضرب للطيش والبطش والجور والظلم, ثم قام جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) فأعاد تأليف كتاب الأسعد بن مماتي ذاكراً تلك الأخبار والأحكام التي تدل على الغفلة وضعف المحاكمة أو خبثها... وهذه الصفات كلها على خلاف, ما كان عليه قراقوش كما ذكر المؤرخون.. وقد أسهم كتاب السيوطي في ترسيخ ما شاع عن قراقوش على مدى العصور, ولكن لماذا قبل الناسُ تلك الأخبار وتناقلوها؟ وهنا ينقل المؤلف رأي الدكتور حسين مؤنس:
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]في رأينا أنّ السرّ في هذا التزييف التاريخي يرجع إلى شخصية قراقوش نفسه, وإلى أعماله الضخمة, فقد كان قراقوش شخصية ممتازة وافرة الصرامة والحزم, وقد امتازت بالأخص بالقوة والسرعة في إنجاز المنشآت العظيمة.... وهكذا كان قراقوش رمزاً للقسوة والظلم, نظراً لما تتطلبه هذه الأعمال من تسخير وحشد للأيدي العاملة وفرض للضرائب بطريق القسْر والإكراه... لذلك ابتدع الخيال الشعبي تلك الصورة المثيرة لقراقوش وورثتها الأجيال بعد الأجيال, وأضحى صاحبها مضرب المثل حتى يومنا هذا على الرغم من شخصيته الحقيقية التي تستحق التقدير والإعجاب وقد أشاد بها المؤرخون أيما إشادة.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]وقد ألحق المؤلف بكتابه كتاب السيوطي الموسوم بـ "الفاشوش في حكم قراقوش" بعد أن ذكر نبذة من أقوال المؤرخين.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]إن هذا الكتاب على صغر حجمه يعيد الاعتبار إلى شخصية كبيرة كان لها أثرها في بناء الدولة الأيوبية وتركت وراءها آثاراً حية لا تزال ماثلة إلى اليوم تشهد لها على عظمتها وروعة إنجازها.
[/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][/color][/size][/font][font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]لذلك رأى المؤلف محمد يوسف أيوب أن ينصف هذه الشخصية وأن يبرز وجهها التاريخي وقيمتها العسكرية وعبقريتها العمرانية في كتاب خاص, لعلّ قراقوش الحقيقيّ يأخذ نصيبه من الإنصاف وحقه من التقدير وسنقدم فيما يلي عرضاً موجزاً للكتاب:
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f][color=blue]قراقوش شخصية تاريخية حقيقية اسمه قراقوش بن عبد الله الأسدي ولقبه بهاء الدين وكنيته أبو سعيد, أما اسمه فمعناه في التركية: النسر الأسود, أما كونه ابن عبد الله فلأنه لا يُعرف مَنْ أبوه, أما الأسديّ فنسبة إلى القائد أسد الدين شيركوه (ت 564هـ) عمّ صلاح الدين الأيوبي, وكان لأسد الدين مجموعة من الفتيان تسمّى الأسدية.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=darkorange]قراقوش أصله رومي, من آسيا الصغرى, كان عبداً, هرب من العبودية, وتقاذفته البلدان حتى إلى الشام, وهناك انضم إلى أسد الدين وهو شيركوه بن شاذي, كان من كبار القادة العسكريين في جيش نور الدين بدمشق, وأظهر قراقوش بطولة وهمةً عاليتين مما رفع من شأنه في نظر شيركوه.
[font=Simplified Arabic][size=3]بعد وفاة شيركوه انضمّ جنده وعساكره (الأسدية) إلى عسكر ابن أخيه الملك الناصر صلاح الدين, وكان من بينهم القائد قراقوش الذي ساهم في حفظ ثروة آخر خليفة فاطمي بعد وفاته وهو العاضد عام 567 هـ.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]وقدّمها تامة إلى صلاح الدين, وكانت ذات أثر في تثبيت دعائم الدولة وبناء بعض تحصيناتها الهامة التي كُلّف قراقوش بتنفيذها.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]بنى قراقوش قلعة القاهرة, وجلب أحجار البناء من بعض الإهرامات الصغيرة التي كانت في الجيزة, وسخّر الآلاف من الأسرى وغيرهم في بنائها, وقدّرهم المقريزي بنحو من خمسين ألفاً, وقد حفر فيها قراقوش بئراً عُدّت من العجائب, وهناك لوحة نقش عليها تاريخ وبناء القلعة, وهذا نص النقش:
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]"أمر بإنشاء هذه القلعة الباهرة المجاورة المحروسة القاهرة بالعرمة التي جمعت نفعاً وتحسناً, وسعة على مَنْ التجأ إلى ظلّ ملكه وتحصنا, مولانا الملك الناصر صلاح الدين والدنيا أبو المظفر يوسف بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين في نظر أخيه ووليّ عهده الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن خليل أمير المؤمنين, على يد أمير مملكته ومُعين دولته قراقوش بن عبد الله المالكي الناصري في سنة تسع وسبعين وخمسمائة" وحفر حول القلعة خندقاً عظيماً عدّه الرحالة ابن جبير من العجائب الباقية, كما بنى قراقوش سوراً حول القاهرة انتهى منه بعد وفاة صلاح الدين, كذلك قام بتحصين دمياط وبنى قلعة سيناء قرب عين صدر وقلعة فرعون في خليج العقبة, وهدم جامع المقس وبنى مكانه برجاً كبيراً عُرف ببرج قراقوش. وإضافة إلى هذه الأعمال العسكرية فإنه بنى قناطر الجيزة وهو مشروع زراعي عظيم, كما بنى رباطاً بالمقس وخان سبيل على باب الفتوح بظاهر القلعة للفقراء وأبناء السبيل, وكان هناك ميدان في القاهرة اسمه ميدان قراقوش خارج باب الفتوح.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]بعد معركة حطين وفتح القدس خرج صلاح الدين إلى عكا وقرر تجديد أسوارها وتعلية أبراجها, وعمارة قصورها ودورها, لذلك أرسل صلاح الدين إلى قراقوش يستدعيه إلى عكا, فوصل إليها سنة 584 هـ ومعه معاونوه من العمال والمهندسين, ولم يكد يبدأ بناءه لعكا حتى بدأ حصار الصليبيين لها في رجب سنة 585هـ واستمروا في حصارها حتى سنة 586هـ وتكبدوا خسائر فادحة, لكنّ الإمدادات التي وصلتهم أدّت إلى سقوط عكا, وكان قراقوش بين الأسرى, وظل أسيراً حتى دخلت سنة 588هـ وفيها افتداه صلاح الدين بفدية عظيمة تراوح تقديرها ما بين عشرة آلاف وستين ألف دينار, واستقبله صلاح الدين بطبرية بالبِشْر والبر ثم صحبه معه إلى دمشق, ثم أرسله إلى مصر وكانت هذه أخرَ مرّة يرى فيها قراقوش صلاحَ الدين الذي توفى في صفر سنة 589هـ بدمشق.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]ظل قراقوش مخلصاً لابن صلاح الدين وهو الملك العزيز ملك مصر وكان ساعده الأيمن في الملمات والكوارث وخصوصاً في سنة 591 ـ 592هـ عندما انخفض ماء النيل ونقصت الغلال وانتشر الوباء وكثر الأموات في الطرقات...
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]وبعد وفاة العزيز أصبح قراقوش وصياً على العرش, وقام بذلك على أكمل وجه, لكنّ فتنة عاتية أطلّت برأسها, وانتهت بمصر إلى يد الملك العادل, ولم يكن أمام قراقوش إلا أن يعتزل الحياة العامة, فحبس نفسه في منزله عدة أشهر إلى أن وافاه الأجل في مستهل رجب سنة 597هـ ودفن في تربته المعروفة باسمه في سفح جبل المقطم.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]ومن خلال هذا الموجز تتجلى شخصية قراقوش على أنه رجل عصابيّ وقائد مظفّر, ومهندس بارع, وسياسيّ محنك, ويعد من كبار رجالات دولة صلاح الدين..
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]ولكن ما الذي أو مَنْ الذي شوّه تاريخ هذه الشخصية وجعلها مضرب المثل في الظلم وسوء التصرّف؟
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]يرى مؤلف الكتاب أن الأسعد بن مماتي (ت 606هـ) الذي كان رئيساً على ديوان الجيش وديوان المال, وكان شاعراً أديباً, هو الذي عمد إلى تشويه شخصية قراقوش الذي كان منافساً له في المنزلة لدى صلاح الدين, فصنّف كتاباً سماه "الفاشوش في حكم قراقوش" وقال في مقدمته أنه صنف هذا الكتاب لصلاح الدين ليريح المسلمين من حكم قراقوش...
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]لم يؤثر هذا الكتاب في صلاح الدين, بل إن منزلة قراقوش كانت عالية جداً واستمرت كذلك, لكنّ حكايات الكتاب شاعت بين الناس وأصبح مثلَ "حكْم قراقوش" يضرب للطيش والبطش والجور والظلم, ثم قام جلال الدين السيوطي (ت 911هـ) فأعاد تأليف كتاب الأسعد بن مماتي ذاكراً تلك الأخبار والأحكام التي تدل على الغفلة وضعف المحاكمة أو خبثها... وهذه الصفات كلها على خلاف, ما كان عليه قراقوش كما ذكر المؤرخون.. وقد أسهم كتاب السيوطي في ترسيخ ما شاع عن قراقوش على مدى العصور, ولكن لماذا قبل الناسُ تلك الأخبار وتناقلوها؟ وهنا ينقل المؤلف رأي الدكتور حسين مؤنس:
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]في رأينا أنّ السرّ في هذا التزييف التاريخي يرجع إلى شخصية قراقوش نفسه, وإلى أعماله الضخمة, فقد كان قراقوش شخصية ممتازة وافرة الصرامة والحزم, وقد امتازت بالأخص بالقوة والسرعة في إنجاز المنشآت العظيمة.... وهكذا كان قراقوش رمزاً للقسوة والظلم, نظراً لما تتطلبه هذه الأعمال من تسخير وحشد للأيدي العاملة وفرض للضرائب بطريق القسْر والإكراه... لذلك ابتدع الخيال الشعبي تلك الصورة المثيرة لقراقوش وورثتها الأجيال بعد الأجيال, وأضحى صاحبها مضرب المثل حتى يومنا هذا على الرغم من شخصيته الحقيقية التي تستحق التقدير والإعجاب وقد أشاد بها المؤرخون أيما إشادة.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]وقد ألحق المؤلف بكتابه كتاب السيوطي الموسوم بـ "الفاشوش في حكم قراقوش" بعد أن ذكر نبذة من أقوال المؤرخين.
[font=Simplified Arabic][size=3][color=#0f0f0f]إن هذا الكتاب على صغر حجمه يعيد الاعتبار إلى شخصية كبيرة كان لها أثرها في بناء الدولة الأيوبية وتركت وراءها آثاراً حية لا تزال ماثلة إلى اليوم تشهد لها على عظمتها وروعة إنجازها.