الصلاه تمحو الخطايا!
جلس الشيخ عبد الرحمن في مجلسه، وجثا أمامه تلاميذه على رُكّبِهم (أي جلسوا)، وفي أيديهم الدفاتر والأقلام، استعداداً لدرس الشيخ وحديثه.
قال الشيخ عبد الرحمن:
سوف تسمعون في حديث اليوم، أهميةَ الصلاة، وأنها تكفِّر الذنوب. فانتبهوا، واكتبوا ملاحظاتكم.
وسكَتَ الشيخ، حتى رأى تلاميذه مستعدين تماماً لتلقّي الحديث، ثم قال:
عن أبي عثمان قال:
كنتُ مع سلمان رضي الله عنه تحت شجرة، فأخذَ غُصْناً منها يابساً، فهزّه (أي حركّه) حتى تحاتَّ (أي تساقط) وَرَقُه، ثم قال (سلمان الفارسي رضي الله عنه):
يا أبا عثمان. ألا تسألُني: لِمَ أفعلُ هذا؟.
قلتُ:
ولِمَ تفعلُه؟.
قال:
هكذا فعل بي رسول الله صلى الله عليهِ وسلّم، وأنا معه تحت شجرة، فأخذ منها غصناً يابساً فهزّه حتى تحاتَّ وَرَقُه، فقال:
يا سلمان. ألا تسألني: لِمَ أفعلُ هذا؟.
قلتُ:
ولِمَ تفعلُه؟
قال (رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلّم):
(إنّ المسلمَ إذا توضّأ فأحسنَ الوضوء، ثم صلّى الصلوات الخَمْسَ، تحاتَّتْ خطاياه كما يتحاتُّ هذا الورق) وقال الله تعالى :
وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود : 114]
فرح التلاميذ كثيراً بهذا الحديث، وبتشبيه الذنوب والخطايا بورق الشجر اليابس، وعاهدوا شيخهم على المحافظة على الصلوات الخمس، وعلى أدائها في أوقاتها، فدعا الشيخ لهم، وهو سعيدٌ بفرحهم وإقبالهم على الله تعالى