
تقويم ضغط الدم:
من المهم أن يحصل الطبيب على التاريخ الطبي السابق للمريض، ثم يقوم بفحصه جسديا، كما يجب معرفة تاريخ الأسرة مع المرض وأي نوع من الأدوية يتعاطونه حيث أن بعض الأدوية تسبب ارتفاع ضغط الدم مثل بعض أدوية معالجة البرد والزكام، وأيضا ما اذا ما شعر المريض بأعراض مثل العرق والاحساس بضربات القلب، والصداع والدوخة أو فقد الوزن ( الذي يمكن أن يدلل على مرض في الغدد أو ورم في مكان ما ) كما يجب السؤال عن أي مرض آخر يعاني منه المريض.
وخلال الفحص الطبي يسجل الطبيب قياس ضغط الدم في الذراعين حيث أن هناك بعض الحالات النادرة التي تتسبب في اختلاف القراءات بين الذراعين، ويتم الكشف على الغدة الدرقية في الرقبة لمعرفة تضخمها من عدمه، مع الاستماع للقلب لمراقبة أي أصوات غير عادية في ضربات القلب، وفحص البطن لسماع أية صفات ناتجة عن اندفاع الدم خلال شرايين مريضة أو مسدودة. ويفحص الطبيب أيضا قاع العين لمراقبة الأوعية الدموية الصغيرة التي قد تظهر آثار دمار نتيجة ضغط الدم المزمن.
وهناك عديد من تحاليل الدم التي يجب القيام بها لمعرفة ما اذا كان هناك تدهور في عمل الكلي مما قد يسبب ارتفاع ضغط الدم، أو مستويات غير طبيعية لبعض الأملاح والمعادن والتي تدل على خلل في عمل الغدد. ويتم اجراء رسم كهربي للقلب لمعرفة حجم القلب وأي تضخم في جدرانه أو حجراته قد ينتج عن ضغط مزمن لم يعالج منذ فترة، كما يمكن اكتشاف أي أزمة قلبية تعرض لها المريض في السابق مثل جلطة أو غير ذلك.
العلاج:
أظهرت الدراسات العديدة أن علاج ضغط الدم المرتفع يقلل بقوة من مخاطر حدوث أية مشاكل طبية مؤثرة. والهدف من العلاج في معظم الحالات هو خفض معدل الضغط الانقباضي الى تحت 140 مم زئبق والانبساطي الى تحت 90 مم زئبق. وفي بعض المرضي مثل حالات السكر ينصح أن يتم خفض الضغط أقل من ذلك أي الى 130|85.
ويستلزم العلاج احداث تغيير في أسلوب الحياة، وهذا قد يكون كافيا في بعض حالات ارتفاع ضغط الدم البسيط بدون أي شيء آخر، بينما قد يتمكن حتى المرضى الذين يحتاجون للدواء من تقليل جرعاته ومرات تناوله عن طريق تغيير أسلوب حياتهم، وهذه التغييرات في الغذاء والنشاط البدني هامة ويجب أن تناقش مع الطبيب المعالج. من أهم هذه التغييرات التي يجب احداثها في أسلوب الحياة:
•خفض الوزن: ذلك أن زائدي الوزن يمكن أن يخفضوا من ضغط الدم لديهم عن طريق خفض أوزانهم، والنزول التدريجي للوزن من خلال التقليل من كمية السعرات الحرارية التي يتناولها المريض، والزيادة في النشاط البدني يكون له مردود جيد على الحالة. ان خفض 4.5 -6.5 كيلوجرامات قد يكون كافيا في عديد من المرضي لاستعادة ضغط الدم الطبيعي.
•النشاط البدني: ان التدريبات الرياضية المنتظمة وغير العنيفة يمكن أن تساعد على نزول ضغط الدم المرتفع، وأيضا تساعد على اكتساب عديد من الفوائد، ومن هذه التدريبات المشي لمدة نصف ساعة في خطوات سريعة وذلك 3-5 مرات أسبوعيا. ولكن على الأشخاص الذين يشكون من آلام في الصدر (ذبحة صدرية ) أو لهم تاريخ مع مرض في القلب أن يتحدثوا الى الطبيب قبل القيام بهذه التدريبات.
•التقليل من تناول ملح الطعام: حيث أن تناول ملح الطعام بكميات زائدة يساهم في زيادة ضغط الدم في بعض الحالات. ان التقليل من تناول ملح الطعام قد يساعد في خفض الضغط. وعموما ينصح الأطباء بتحاشي الأطعمة المملحة وأن تحدد كمية ملح الطعام يوميا الى أقل من 2.4 جم تقريبا.
•الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية: حيث أن تناولها باستمرار يمكن أن يؤدي الى الاصابة بارتفاع ضغط الدم.
الأدوية المستخدمة في علاج ضغط الدم
هناك العديد من الأدوية التي تعالج ضغط الدم المرتفع، واختيار الدواء الذي يبدأ به المريض يعتمد على عوامل عدة مثل سهولة الاستعمال، والتأثيرات الجانبية، ووجودحالة مرضية مصاحبة قد تستدعي تفضيل دواء على آخر. وعادة ما يبدأ علاج الضغط بدواء واحد وبجرعة منخفضة نسبيا، وبعد ذلك يتم تقييم العلاج خلال بضعة أسابيع، فاذا ظل الضغط مرتفعا فان جرعة الدواء تزاد بالتدريج. وعندما يفشل العلاج بجرعة كبيرة في السيطرة على الضغظ المرتفع فان هنا اختياران: أولهما، وقف العلاج بالدواء الأول واختيار علاج آخر من مجموعة مختلفة، وثانيهما اضافة دواء آخر من مجموعة علاج مختلفة للدواء الأول، وهذا غالبا ما يحدث لأن تأثير أحد الدوائين يكمل من تأثير الدواء الآخر، وفي بعض الحالات يتم اضافة دواء ثالث. ومعظم أدوية الضغط الحديثة تؤخذ مرة واحدة أو مرتين يوميا. وكل الأدوية لها بالطبع تأثيرات جانبية ولكن معظمها محتمل.
ومن هذه العلاجات "مدرات البول" التي تزيد من افراز الكلى للملح والماء، مقللة من حجم السائل في مجرى الدم وبالتالي الضغط على الأوردة. ومدرات البول هي أقدم وسيلة لعلاج ضغط الدم، وأكثرها استعمالا هو مادة "هيدروكلوروثيازيد hydrochlorothiazide". وغالبا ما يتم الاستعانة بمدر للبول مع دواء من مجموعة أخرى من المركبات الدوائية. وأهم عرض جانبي لمدرات البول هو كثرة التبول، وفقد البوتاسيوم، ولهذا يراقب الأطباء مستوى البوتاسيوم في الدم عند بدء العلاج، وبصفة دورية بعد ذلك. ويتم تشجيع المرضى ذوي المستوى المنخفض من البوتاسيوم على تناول أغذية غنية بالبوتاسيوم مثل الموز، وقد يوصف لهم مكملات البوتاسيوم.
ومن مجموعات الأدوية الهامة لعلاج ضغط الدم "مثبطات بيتا" وهي التي تقلل من قوة انقباض القلب مما يؤدي الى انخفاض الضغط، كما أن مثبطات بيتا لها فوائد أخرى في المرضي بالشريان التاجي والجلطات، وأيضا مرضى فشل القلب الاحتقاني. ومن هذه المجموعة: أتينولول وتيمولول ولابيتولول. والأعراض الجانبية لهذه المجموعة من الأدوية هي تقليلها لمعدل ضربات القلب مما قد يسيء لحالات فشل القلب، وقد تقود للاكتئاب والضعف الجنسي.
وهناك مجموعة "مثبطات قناة الكالسيوم" التي تخفض الدم بطرق عدة، ومنها دلتيازيم وفيراباميل، وهي تعمل مثل مثبطات بيتا من حيث التقليل من قوة انقباض عضلة القلب مما يؤدي الى انخفاض ضغط الدم في الشرايين، وهذه الأدوية توسع الشرايين أيضا مما يقلل المقاومة لتدفق الدم فيقلل الضغط. وقد ظهرت بعض الأدوية الحديثة في هذه المجموعة مثل املوديبين (نورفاسك Norvasc) الذي يتم استخدامه مع دواء مخفض للكوليسترول يدعى ليبيتور Lipitor لعلاج المرضي من ضغط الدم والكوليسترول. ويجب التنبه للآثار الجانبية لهذه المجموعة حيث يمكن أن تسبب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
وهناك مجموعة آخرى تسمى ACE inhibitors وهي تعمل على خفض المقاومة لتدفق الدم ومن هذه المجموعة كابتوبريل وانالابريل. ومن التأثيرات الجانبية لهذه المجموعة الاصابة بالسعال الجاف المزمن. ويوجد مجموعة أخرى من الأدوية تسمى "مثبطات مستقلبات الأنجيوتنسين ARBs" وهي تعمل مثل المجموعة السابقة.
العلاجات الطبيعية لضغط الدم العالي
يجب أن يراعي مريض ضغط الدم المرتفع نوعية طعامه، فيزيد من استهلاكه للخضروات والفواكه ويقلل من كمية الدهون والكوليسترول، وهذا سيساعده على خفض ضغطه وأيضا وزنه الذي سيساعد حالته الصحية(www.emadsobhi.com).
•ينبغي تناول الأغذية الطبيعية غير المصنعة وغير المنقاة، بما في ذلك من الفواكه والخضروات والثوم والبصل، والأوراق الخضرا والصويا والبقول والبذور والحبوب والمكسرات وزيت الزيتون والأسماك مثل التونة والسردين والسلمون والماكريل.
•التقليل من الصوديوم (ملح الطعام) وزيادة البوتاسيوم في الطعام. فالتقليل من الصوديوم يعمل بصورة أكثر فاعلية عند الاكثار من البوتاسيوم.
•يجب الامتناع عن الملح والسكر والمأكولات المصنعة والمقلية والمأكولات السريعة والقهوة وكل مستحضرات الكافيين.
•يجب شرب كثير من الماء يوميا.
•الزبادي وبروتينات الألبان لها تاثير في خفض ضغط الدم العالي.
المكملات الغذائية:
•تناول 800 -1500 مغ من الكالسيوم يوما.
•تناول 1000 مغم من فيتامين ج يوميا
•تناول كوانزيم كيو 10 coenzyme Q10 50 مج مرتين يوميا.
•تناول وجبة من بذور الكتان يوميا: 2-4 ملاعق كبيرة من بذور الكتان المطحونة يوميا، وهي تحتوي لى الألياف والليجنان والفيتامين، كما يمكن استبدال ذلك بملعقة كبيرة من زيت الكتان (الزيت الحار) يوميا.
علاج الضغط بالأعشاب:
ليست للأعشاب أية أعراض جانبية هامة عندما تستعمل حسب الجرعات المقترحة، فيما عدا بعض اضطراب المعدة أو صداع في حالات قليلة. وينصح باستعمال تركيبات عشبية من نوعية عالية، ويجب أن يكون معلوما أنه ليس بكثرة التركيبة أو قوتها يتم الشفاء بل باستخدام الجرعات المناسبة. وفي حالة استعمال أعشاب طبية يجب أن يحاط الطبيب المعالج علما بهذا العلاج العشبي.
•الكركديه: أكدت دراسات علمية حديثة أن الكركديه كمشروب بارد أو ساخن ينشط عضلة القلب ويفيد في خفض ضغط الدم المرتفع ويحد من نمو الأورام السرطانية بجسم الإنسان.
ويقول الباحثون إن الكركديه ظل يستخدم مشروبا لخفض ضغط الدم المرتفع لكن الدراسة أعطت نتائج مميزة أبرزت دور مشروب الكركديه في تنشيط وتقوية عضلة القلب كما أن الكركديه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين C. علاوة على أنه يمكن تقوية القلب وتنشيطه أيضا بالاعتماد على الأعشاب مثل الكزبرة والنعناع والزنجبيل والزعتر والرمان والخرشوف.
•الشاي الأخضر: ثبت أن مادة "كاتيشين" الموجودة في الشاي ألأخضر تستطيع خفض معدلات افراز مادة "انجيوتنسين 2" التي تلعب دورا في الاصابة بضغط الدم المرتفع. وشرب الشاي الأخضر يوميا وبانتظام قادر على خفض ضغط الدم المرتفع.
•الثوم: معروف بقدرته على تنظيف الشرايين وخفض ضغط الدم والكوليسترول وبالتالي الوقاية من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
•لبعض الروائح تأثير في تهدئة الأعصاب مما ينعكس على ضغط الدم بالايجاب، مثل زيت اللافندر وعطر الورد.
الوخز بالابر في علاج الضغط:
في الطب الصيني التقليدي يعتبر ضغط الدم العالي مشكلة في دورة الطاقة ( شي qi) في الجسم. والغذاء السيء مع عدم التوازن الانفعالي هي العوامل التي يمكن أن تقود لهذه النتيجة. لذا فان مزيج من العلاج بالوخر بالابر والأعشاب هو ما ينصح به لتحقيق توازن تدفق الطاقة. وارتفاع ضغط الدم الثانوي هو نتيجة لاستنزاف مخزون الطاقة في الجسم وهو ما يسمى "نقص الين في الكلى". وهدف العلاج هو بناء واستعادة الطاقة وبالتالي العودة الى ضغط الدم المتوازن. وحديثا يتم استعمال الليزر منخفض الطاقة كبديل للابر في العلاج وهو ما يحقق نتائج جيدة.
الهوميوباثي في علاج ضغط الدم المرتفع:
ان العلاج الهوميوباثي المناسب يمكن أن يقود الجسد والعقل الى الشفاء. ومعالج الهوميوباثي الخبير يستطيع أن يتعرف على الحالة وأن يصف العلاج الفعال.
د. عماد صبحي