جنون الحب
منذ اسابيع وأنا ملقاة هنا في مصحة نفسية بعد أن فشل الطب في إيجاد سبب عضوي لمعاناتي وبعد أن فشل كل الشيوخ والعرافين من حل لغز ما ألمّ بي، فبعضهم قال أنني أعاني من اكتئاب وآخرون قالوا أنها أرواح شريرة تسكنني وتسيطر عليّ وبعضهم قال أنني مسحورة بعمل شيطاني يربطني ويشل حركتي وتفكيري وبعد فشلهم جميعاً في حل معاناتي وإيجاد تفسير لها، قرروا وضعي هنا في مصحة نفسية وها أنا هنا منذ أسابيع ملقاة على هذاالسرير جثة بلا حراك كزهرة ذابلة ملقاة على قارعة الطريق وبينما كنت شاردة وحيدة غريبة أهيم في عالم صنعته أنا لنفسي سمعت طرقاً على باب غرفتي طرقاّ أعادني لوعيي الذي فقدته منذ فترة طويلة وبعد تململ قمت بوجه يسكنه شحوب العالم أجر جسدي الضعيف الهزيل فأحسست بدوار استندت على حافة السرير وتابعت خطواتي لأصل الباب وبعد عناء وصلت الباب و فتحته، فرأيته، أجل إنه هو، أنا لا أحلم … ففركت عيني لأتأكد بأنني لا احلم … رأيته كملاك رأيته ينظر لي بتلك العينين الخضراوين تلك العينين التين تشعان طيبةً وحناناً وحباً ورفع لي يده مصافحاً، لا اصدق هل سأصافح هاتان اليدان ... اللتين حلمتا بمسح دموعي، تلك اليدين اللتين هفت يداي دوماً لحضنهما والنوم ملئهما حتى الحلم ومددت له يداً مرتعشة يملئها الشوق وتسيطر عليها اللهفة والحنين وتشابكت ايدينا أخيراً للحظات خلت بها الزمن قد توقف، شعرت براحة و أمان لم اشعر بهما في أيام حياتي الغابرة، رفعت رأسي لأنظر لتلك العينان فوجدتهما تنظران لي بحنان وحب يفوقان العالم وأبحرت بهما لحظات كانتا عندي العمر كله واقترب مني وضمني لصدره … وعانقني فوضعت رأسي على صدره، ومد يده يمسح بها شعري ويقول لي يا طفلتي كم اشتقت وضلوعي لضمك أريدك أن تبقي هاهنا بين ضلوعي مدى العمر، آه لو أستطيع أن افتح صدري لأضعك داخله واقفل عليك وتبقين بموطنك هنا إلى الأبد فبكيت…بكيت بحرقة،فرفع يده أمسك بذقني ورفع رأسي وأخذ يمسح دموعي بأنامله، لم أشعر في تلك اللحظات سوى أنني فراشة تحلق في عالم وردي عالم لم أجرؤ حتى على أن احلم بوصوله يوماّ وقال لي منذ هذه اللحظة ستودعين الأحزان والدموع … منذ هذه اللحظة يا طفلتي ستكون حياتك كلها سعادة وحب وحنان لن تشعري بالحزن بعد اليوم أبداً فنظرت له متسائلة عن ما يرمي إليه بعد أن أحسست أنه سيقول لي كلاما كنت في يوم من الأيام على استعداد أن ادفع عمري كله في سبيل سماعه وقال لي نعم هو ما تفكرين به فرجوته أن يصرح بما لديه غيرمصدقة ما أشعر به وما يجول بفكري فقال لي منذ اليوم سنكون لبعضنا ابد العمر لن يفرقنا أي شيء بالوجود ... لم أجرؤ على تصديق ما يقول … وقلت له هل تريد ذلك بدافع الاقتناع والحب ام بدافع الشفقة لما وصل أليه حالي بسبب بعدك عني وبسبب عجزي وعجزك عن تحقيق أملنا وحلمنا … فوضع يديه على شفتي ليسكتني عن البوح بأي كلام يجده سخيفاًولا معناً له ولا وجود … وأمسك بيدي ونظر لعيني وقال بل بدافع الحب … دعينا نرمي ذاك الماضي الحزين بجراحه وأحزانه وقسوته وننظر للمستقبل الذي يفتح صدره لنا لنبدأ من جديد، وأنا منذ هذه اللحظة أعاهدك عهداً يشهد عليه رب السماوات والأرض أننا لننفترق مرة أخرى، و أنني لن اسمح لأي شيء بالدنيا أن يفرقنا، فبكيت، وبكى ولكن هذه المرة كانت دموع الفرح، ومال بقامته الطويلة نحوي وهمس لي أحبك
منذ اسابيع وأنا ملقاة هنا في مصحة نفسية بعد أن فشل الطب في إيجاد سبب عضوي لمعاناتي وبعد أن فشل كل الشيوخ والعرافين من حل لغز ما ألمّ بي، فبعضهم قال أنني أعاني من اكتئاب وآخرون قالوا أنها أرواح شريرة تسكنني وتسيطر عليّ وبعضهم قال أنني مسحورة بعمل شيطاني يربطني ويشل حركتي وتفكيري وبعد فشلهم جميعاً في حل معاناتي وإيجاد تفسير لها، قرروا وضعي هنا في مصحة نفسية وها أنا هنا منذ أسابيع ملقاة على هذاالسرير جثة بلا حراك كزهرة ذابلة ملقاة على قارعة الطريق وبينما كنت شاردة وحيدة غريبة أهيم في عالم صنعته أنا لنفسي سمعت طرقاً على باب غرفتي طرقاّ أعادني لوعيي الذي فقدته منذ فترة طويلة وبعد تململ قمت بوجه يسكنه شحوب العالم أجر جسدي الضعيف الهزيل فأحسست بدوار استندت على حافة السرير وتابعت خطواتي لأصل الباب وبعد عناء وصلت الباب و فتحته، فرأيته، أجل إنه هو، أنا لا أحلم … ففركت عيني لأتأكد بأنني لا احلم … رأيته كملاك رأيته ينظر لي بتلك العينين الخضراوين تلك العينين التين تشعان طيبةً وحناناً وحباً ورفع لي يده مصافحاً، لا اصدق هل سأصافح هاتان اليدان ... اللتين حلمتا بمسح دموعي، تلك اليدين اللتين هفت يداي دوماً لحضنهما والنوم ملئهما حتى الحلم ومددت له يداً مرتعشة يملئها الشوق وتسيطر عليها اللهفة والحنين وتشابكت ايدينا أخيراً للحظات خلت بها الزمن قد توقف، شعرت براحة و أمان لم اشعر بهما في أيام حياتي الغابرة، رفعت رأسي لأنظر لتلك العينان فوجدتهما تنظران لي بحنان وحب يفوقان العالم وأبحرت بهما لحظات كانتا عندي العمر كله واقترب مني وضمني لصدره … وعانقني فوضعت رأسي على صدره، ومد يده يمسح بها شعري ويقول لي يا طفلتي كم اشتقت وضلوعي لضمك أريدك أن تبقي هاهنا بين ضلوعي مدى العمر، آه لو أستطيع أن افتح صدري لأضعك داخله واقفل عليك وتبقين بموطنك هنا إلى الأبد فبكيت…بكيت بحرقة،فرفع يده أمسك بذقني ورفع رأسي وأخذ يمسح دموعي بأنامله، لم أشعر في تلك اللحظات سوى أنني فراشة تحلق في عالم وردي عالم لم أجرؤ حتى على أن احلم بوصوله يوماّ وقال لي منذ هذه اللحظة ستودعين الأحزان والدموع … منذ هذه اللحظة يا طفلتي ستكون حياتك كلها سعادة وحب وحنان لن تشعري بالحزن بعد اليوم أبداً فنظرت له متسائلة عن ما يرمي إليه بعد أن أحسست أنه سيقول لي كلاما كنت في يوم من الأيام على استعداد أن ادفع عمري كله في سبيل سماعه وقال لي نعم هو ما تفكرين به فرجوته أن يصرح بما لديه غيرمصدقة ما أشعر به وما يجول بفكري فقال لي منذ اليوم سنكون لبعضنا ابد العمر لن يفرقنا أي شيء بالوجود ... لم أجرؤ على تصديق ما يقول … وقلت له هل تريد ذلك بدافع الاقتناع والحب ام بدافع الشفقة لما وصل أليه حالي بسبب بعدك عني وبسبب عجزي وعجزك عن تحقيق أملنا وحلمنا … فوضع يديه على شفتي ليسكتني عن البوح بأي كلام يجده سخيفاًولا معناً له ولا وجود … وأمسك بيدي ونظر لعيني وقال بل بدافع الحب … دعينا نرمي ذاك الماضي الحزين بجراحه وأحزانه وقسوته وننظر للمستقبل الذي يفتح صدره لنا لنبدأ من جديد، وأنا منذ هذه اللحظة أعاهدك عهداً يشهد عليه رب السماوات والأرض أننا لننفترق مرة أخرى، و أنني لن اسمح لأي شيء بالدنيا أن يفرقنا، فبكيت، وبكى ولكن هذه المرة كانت دموع الفرح، ومال بقامته الطويلة نحوي وهمس لي أحبك
