كنت اقراء في الامس القريب في كتاب للكاتب جون ادغر فردرك كان الكتاب بعنوان العقل والقدره على التصديق وكان في هذا الكتاب مجموعه من التصورات والقصص والنظريات للكاتب جدا رائعه فأخترت لكم جزاء مما وجد في هذا الكتاب الرائع ..
أعلن ملك في أرمينيا عن جائزة سنية لمن جاء بأفظع كذبة في تاريخ البلاد. قال الملك من فاز بالجائزة ونجح في تقديم الكذبة كان له تفاحة من الذهب الخالص. وكان جواسيس الملك ينقلون له أخبار كذب الشعب، وأن الكذب أصبح خليقة متوطنة بين الناس، وأن كل من يظهر الحب لا يعني بالضرورة حبا وولاء، وأن الكذب ينتشر مع الرعب. وأن الكذب خليقة تتوطن منذ أن يكونوا أطفالا, حينما يخافون من تقديم الحقائق. تقدم الناس من كل الطبقات في اختلاق قصص من الأكاذيب يحتار لها الإنسان. وهرع إليه أناس كثير أغنياء وفقراء عساكر ومدنيون طوال وقصار سمان وعجاف نساء ورجال من كل صنف، كل يختلق من الكذب ما يتعجب منه المرء على جدل ودجل الإنسان. وكيف يبرع الإنسان في الحرام أكثر من الحلال؟، وكيف يوقع الإنسان بأشد من الذئاب بأخيه الإنسان؟. كان الملك يصغي ويتعجب ولكنه كان يعرف كذب الناس فكانت الجواسيس تنقل له أخبار الناس على مدار الساعة في أحاديثهم الخاصة, وما تخفي صدورهم, فللحيطان آذان أكبر مما يتصور المرء. ولم يكن هناك نقص في عدد الكذابين بين الناس. كان الملك بعد أن يسمع قصة كل واحد يقول له ليست الكذبة المناسبة وهي كذبة مفضوحة. وخسر الناس الرهان باستمرار. في النهاية مل الملك من هذه اللعبة وقرر عدم منح الجائزة لأحد, فكله كذب مدسوس رخيص. وفي اليوم التالي جاء رجل فقير الحال تعلوه أسمال ليست بالنظيفة وتفوح منه رائحة ليست بالطيبة وتحت إبطه جرة من الفخار طلب الدخول على الملك, فلما تقدم إليه ظهرت على وجهه علامات الحيرة والتردد, ثم قال يا سيدي الملك لا أعرف ماذا أقول لك ولكنني متأكد أنك تذكر أنك مدين لي. قال الملك وبماذا أدين لك وماذا أستطيع أن أفعل لك؟ قال سيدي الملك إن لي في ذمتك تفاحة من الذهب الخالص هي أمانة عندك أرجو أن تعيدها لي. نظر الملك في وجهه وهو لا يصدق ثم صاح به حقاً أنك رجل وقح عجيب. لا بل إنك كذاب أشر. فكيف تدعي مثل هذا الادعاء الكاذب الذي تنشق منه السماء. قال الفقير إذاً مدَّ يدك وأعطني الجائزة. انفعل الملك أشد وقال لا لست كذابا ولن تنال الجائزة. قال إذا أنت تعترف أنني صادق ولي في حوزتك تفاحة الذهب. أسقط في يد الملك فإن اعتبره كذابا منحه الجائزة ففاز بتفاحة الذهب, وإن اعترف بصدقه منحه تفاحة الذهب. فقد كسب هذا الرجل الفقير قصب السبق دون أن يكذب. إن هذه القصة تحكي قانوناً نفسياً عندما يدفع الخصم إلى خيارات تنتهي في المصيدة التي ننصبها له، وهو باختياره أي خيار لن يختار إلا ما اخترناه له، وهو قانون يسميه (جان جاك روسو) في التربية بقانون (القابلة القانونية) أو الداية أي أن المرأة الحامل تضع طفلها حسب رغبة القابلة ولكن بإرادة الأم، وهي براعة نفسية كبيرة في فهم الآخرين ودفعهم أن ينفذوا ما يحلو لهم دون أن يشعروا أنهم ينفذون إرادة المخططين دون أمر وكلمة. إنهم يعملون وفق إرادتهم ولكن على الخطة التي نصبتها إرادتنا، والسياسيون المحنكون يفعلون بخصومهم هذا أحياناً فيختار الخصم شيئا وهو يظن أنه يحسن الصنع, ولكنه ينفذ إرادة الخصم من حيث لا يشعر. أو لايبقى أمامه خيار سوى ما اختاره له خصمه فينحني مرغما. القرآن يقول:
هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
أعلن ملك في أرمينيا عن جائزة سنية لمن جاء بأفظع كذبة في تاريخ البلاد. قال الملك من فاز بالجائزة ونجح في تقديم الكذبة كان له تفاحة من الذهب الخالص. وكان جواسيس الملك ينقلون له أخبار كذب الشعب، وأن الكذب أصبح خليقة متوطنة بين الناس، وأن كل من يظهر الحب لا يعني بالضرورة حبا وولاء، وأن الكذب ينتشر مع الرعب. وأن الكذب خليقة تتوطن منذ أن يكونوا أطفالا, حينما يخافون من تقديم الحقائق. تقدم الناس من كل الطبقات في اختلاق قصص من الأكاذيب يحتار لها الإنسان. وهرع إليه أناس كثير أغنياء وفقراء عساكر ومدنيون طوال وقصار سمان وعجاف نساء ورجال من كل صنف، كل يختلق من الكذب ما يتعجب منه المرء على جدل ودجل الإنسان. وكيف يبرع الإنسان في الحرام أكثر من الحلال؟، وكيف يوقع الإنسان بأشد من الذئاب بأخيه الإنسان؟. كان الملك يصغي ويتعجب ولكنه كان يعرف كذب الناس فكانت الجواسيس تنقل له أخبار الناس على مدار الساعة في أحاديثهم الخاصة, وما تخفي صدورهم, فللحيطان آذان أكبر مما يتصور المرء. ولم يكن هناك نقص في عدد الكذابين بين الناس. كان الملك بعد أن يسمع قصة كل واحد يقول له ليست الكذبة المناسبة وهي كذبة مفضوحة. وخسر الناس الرهان باستمرار. في النهاية مل الملك من هذه اللعبة وقرر عدم منح الجائزة لأحد, فكله كذب مدسوس رخيص. وفي اليوم التالي جاء رجل فقير الحال تعلوه أسمال ليست بالنظيفة وتفوح منه رائحة ليست بالطيبة وتحت إبطه جرة من الفخار طلب الدخول على الملك, فلما تقدم إليه ظهرت على وجهه علامات الحيرة والتردد, ثم قال يا سيدي الملك لا أعرف ماذا أقول لك ولكنني متأكد أنك تذكر أنك مدين لي. قال الملك وبماذا أدين لك وماذا أستطيع أن أفعل لك؟ قال سيدي الملك إن لي في ذمتك تفاحة من الذهب الخالص هي أمانة عندك أرجو أن تعيدها لي. نظر الملك في وجهه وهو لا يصدق ثم صاح به حقاً أنك رجل وقح عجيب. لا بل إنك كذاب أشر. فكيف تدعي مثل هذا الادعاء الكاذب الذي تنشق منه السماء. قال الفقير إذاً مدَّ يدك وأعطني الجائزة. انفعل الملك أشد وقال لا لست كذابا ولن تنال الجائزة. قال إذا أنت تعترف أنني صادق ولي في حوزتك تفاحة الذهب. أسقط في يد الملك فإن اعتبره كذابا منحه الجائزة ففاز بتفاحة الذهب, وإن اعترف بصدقه منحه تفاحة الذهب. فقد كسب هذا الرجل الفقير قصب السبق دون أن يكذب. إن هذه القصة تحكي قانوناً نفسياً عندما يدفع الخصم إلى خيارات تنتهي في المصيدة التي ننصبها له، وهو باختياره أي خيار لن يختار إلا ما اخترناه له، وهو قانون يسميه (جان جاك روسو) في التربية بقانون (القابلة القانونية) أو الداية أي أن المرأة الحامل تضع طفلها حسب رغبة القابلة ولكن بإرادة الأم، وهي براعة نفسية كبيرة في فهم الآخرين ودفعهم أن ينفذوا ما يحلو لهم دون أن يشعروا أنهم ينفذون إرادة المخططين دون أمر وكلمة. إنهم يعملون وفق إرادتهم ولكن على الخطة التي نصبتها إرادتنا، والسياسيون المحنكون يفعلون بخصومهم هذا أحياناً فيختار الخصم شيئا وهو يظن أنه يحسن الصنع, ولكنه ينفذ إرادة الخصم من حيث لا يشعر. أو لايبقى أمامه خيار سوى ما اختاره له خصمه فينحني مرغما. القرآن يقول:
هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا