تَغيبت عبير عن المدرسه وكنا نظن بأن السبب هو ظروفها التي عِهدناها وكم آلمتنا .. ولكن كم صُدِمنا عندما أعلمتنا معلمتنا بأنها لن تعود فسألتها: وما هي ظروفها ? .. فأجابتني قائله : عبير متزوجه من قريب لها وكانت بالبدايه حياتها سعيده وأنجبت منه طفلين .. ولكن سعادتها لم تدم فبعد مضي 5 سنوات على زواجها .. تبّدل حال زوجها بعد أن تعرف الى أحد رفقاء السوء الذي كان السبب في إدمانه على المخدرات فانقلبت حياتها الى تعاسة .. رأت منه أشد أنواع العذاب من ضرب وشتم وذل وهوان .. ولم يقف شره عند هذا الحد بل امتد الى أهلها .. وكم حاولت طلب الطلاق ولكنه كان يهددها بأبنائها وبأنه سوف يقتلها .. وكم حاولوا معالجته ولكن ما يلبث أن يعود لذلك السم .. فصبرت واحتسبت الأجر عند الله .. وانشغلت بتربية أبنائها وتوفير المعيشه لهم .. هذا ما جعلها تستمر في وظيفتها .. ولكنه كان يأخذ جزءا كبيرا منه لجلب سمومه .. واستمرت حياتها والعذاب يزداد .. حتى إذا وصلت حالها معه إلى مالا طاقة لها بالصبر عليه .. لم تستطع البقاء أكثر .. فهربت بأبنائها الى بيت أسرتها .. فغضب هو كثيراً وأصبح يهددهم بأنه سوف يقتلها .. لم يكترثوا لكلامه واعتبروه تهديدا وحسب .. ومضت الأيام الى أن جاء ذلك اليوم الذي لم يكن في الحسبان .. اتجه الزوج (مدمن المخدرات) وهو يحمل سلاحه (رشاش ) لمنزل أهل زوجته وطرق الباب ففتح له أحد أبنائه .. فطلب منه أن ياتي بأخوه وأن يركبوا السياره .. فاستجاب الابن لطلب أبيه خوفاً منه .. وأحضر أخوه وركبا السياره .. بعد ذلك توجه هو الى داخل البيت وكانت عبير تقف أمام باب المنزل خائفه على أبنائها .. وعندما رآها وجه لها طلقات متتاليه فسقطت جثة هامدة أمام عيني والدتها .. ثم خرج بكل برود وركب سيارته واتجه إلى بيته .. بعد أن دخلوا البيت وقف في وسط الصالة وأمر ولداه بأن يديروا ظهورهم عنه .. ثم أمسك بالسلاح ووجهه نحو دماغه وداس على الزناد فتناثرت أشلاء جمجمته على مرأى من أبنائه الصغار .. يا آلهي يا لها من نهايه بشعه .. هذه هي عواقب المخدرات !! .. الى متى تستمر هذه الكارثه ?? ... متى تكون في تلك القصص عظه وعبره لمن إنجرفوا في نفس الطريق
اي قبح تريدون؟
إلتقيتها يوم أمس الأول، في "ال سيفوي"، وقد كنت أتنقل بين ممراته لأبتاع ما أقيم به صلبي من مؤونة.. كانت تقف على بعد قرابة المترين مني، وحقيقة لم أنتبه لوجودها، فلست من النوع الفضولي الذي يرمق من حوله في الأماكن العامة، ولكن؛ شعرت بأنها ترقب تحركاتي، فإعتلاني ذلك الشعور بعدم الإرتياح، والذي يعتلينا غالبا عند الشعور بأن هناك من يرقبنا، ودون حتى أن نلتفت إليه.. لم أكن لأتجرأ فأحدثها لو لم تكن بصحبة أخيها، بل لم أكن لأعرفها لو لم يقترب- بعد قليل- منها، فقد كانت مرتدية الحجاب.. تبادلنا التحية، وتلك السؤالات التقليدية، التي لا نكف عن تعاطيها- دون ملل- عندما نلتقي من لم نره من مدة طويلة، أو حتى قصيرة، لدى أغلبنا؛ كيف الحال وش أخباركم!! وش صار على الدراسه !!!هل عدتم إلى البلاد بشكل نهائي، أم مجرد زيارة!! كيف الوالد والوالدة!! خمسة أعوام مرت منذ أن رأيتها آخر مرة، وكأنها كبرت بها كثيرا، فصوتها كان أكبر سنا مما عرفتها بكثير.. أحسست بكثير من المرارة في أحرفها، وألم عميق بكلماتها تلك..
إستدعاني فضولي، هذه المرة، لأن أنظر إلى يديها، وكأني سأقرأ بهما شئ آخر لم أصل إليه بأي من تساؤلاتي المتحفظة تلك..عروق خضراء متورمة نتأت على ظهر كفّها، يظهر على أطرافها تجعدات لا تبرز- عادة- سوى على يد كهل داست عجلة الأيام جسده فحفرت بصماتها عليه.. مع أنها لم تقتحم العقد الثالث من عمرها سوى من أيام قلائل، حسب ما أعرف.. سألت بعدها، بعفوية و سذاجة، سؤال فرضه الموقف، ولا أعلم وربي لم سألته؛ ماذا تعملين الآن؛ وهل تزوجت؟؟ أجابت بالنفي، وبطريقة ملأتني بالألم، وجعلتني أندم على طرح سؤال أخرق كذاك كانت من اكثر النساء ذكاءا وأحسنهم خلقا؛ هادئة، رزينة، خجولة، عفيفة.. بها من الإيمان والأدب- ولا أزكيها- مالو وزع على بني وطني لكفى وطغى.. عندها عاودتني تلك التساؤلات التي كثيرا ما تؤرقني؛ ترى عن أي امرأة نبحث!! وأي معايير للجمال تلك هي التي نضع!! تذكرت هنا معاييرا لمن سبقونا، ولا زلنا نسير على هداهم.. نريد؛ ناهضة الصدر، ضامرة الخصر، مكتنزة الردف.. لونها كالرق، وثديها كالحق.. تتثنى كالخيزران، وتميل ميل السكران.. مانعة للجار ماجنة بالدار.. لها بطن مخطف، وخصر مرهف، وجيد أتلع، ولبّ مشبع.. أنفها كحدّ السيف، وفمها كالخاتم، دونه شفتان حمراوان كالورد، يجلبان ريقا كالشهد، لها شعر حالك، إن أرسل كان كالسلاسل، وإن مشط خلته عناقيد كرم أصابه وابل.. وخلافه، أليس ذلك ما نبحث عنه!! سحقا، ثم سحقا.. مواصفات لا تعدو أكثر من رغبات جسدية مقيتة، ونظرة شهوانية فارغة، وكأننا نخطبها لنلتهمها، لا لتكون لنا زوجة!! .مسكينة هي، بل مسكينة كل من هي مثلها فلم يأتي بعد زمان صادق طاهر لها لتحيا به
تحياتي لكم..
أخوكم..
دموووع
إستدعاني فضولي، هذه المرة، لأن أنظر إلى يديها، وكأني سأقرأ بهما شئ آخر لم أصل إليه بأي من تساؤلاتي المتحفظة تلك..عروق خضراء متورمة نتأت على ظهر كفّها، يظهر على أطرافها تجعدات لا تبرز- عادة- سوى على يد كهل داست عجلة الأيام جسده فحفرت بصماتها عليه.. مع أنها لم تقتحم العقد الثالث من عمرها سوى من أيام قلائل، حسب ما أعرف.. سألت بعدها، بعفوية و سذاجة، سؤال فرضه الموقف، ولا أعلم وربي لم سألته؛ ماذا تعملين الآن؛ وهل تزوجت؟؟ أجابت بالنفي، وبطريقة ملأتني بالألم، وجعلتني أندم على طرح سؤال أخرق كذاك كانت من اكثر النساء ذكاءا وأحسنهم خلقا؛ هادئة، رزينة، خجولة، عفيفة.. بها من الإيمان والأدب- ولا أزكيها- مالو وزع على بني وطني لكفى وطغى.. عندها عاودتني تلك التساؤلات التي كثيرا ما تؤرقني؛ ترى عن أي امرأة نبحث!! وأي معايير للجمال تلك هي التي نضع!! تذكرت هنا معاييرا لمن سبقونا، ولا زلنا نسير على هداهم.. نريد؛ ناهضة الصدر، ضامرة الخصر، مكتنزة الردف.. لونها كالرق، وثديها كالحق.. تتثنى كالخيزران، وتميل ميل السكران.. مانعة للجار ماجنة بالدار.. لها بطن مخطف، وخصر مرهف، وجيد أتلع، ولبّ مشبع.. أنفها كحدّ السيف، وفمها كالخاتم، دونه شفتان حمراوان كالورد، يجلبان ريقا كالشهد، لها شعر حالك، إن أرسل كان كالسلاسل، وإن مشط خلته عناقيد كرم أصابه وابل.. وخلافه، أليس ذلك ما نبحث عنه!! سحقا، ثم سحقا.. مواصفات لا تعدو أكثر من رغبات جسدية مقيتة، ونظرة شهوانية فارغة، وكأننا نخطبها لنلتهمها، لا لتكون لنا زوجة!! .مسكينة هي، بل مسكينة كل من هي مثلها فلم يأتي بعد زمان صادق طاهر لها لتحيا به
تحياتي لكم..
أخوكم..
دموووع