
اقتربَ عيدُ مأساتي ..
وجرحٌ ملتئمٌ منذُ ألف عام
عاد ينزف ..
تتراقصُ أحزاني ضاحكةً مني ..
ويتلون فرحي بألوان حزني ..
غامضٌ ليلي
تائهٌ حدّ الثمالة
قمره احترق
وضجيجُ صمتِه مخيف
ظلمتُه حالكةٌ كما ظلمه
عيدُ مأساتي اقترب .. مُرّ أنفاسهِ يقتلني من جديد ..
أستصرخُ أوراقي ولا تأبه
وقلمي المبحوح منذ عام .. يتردّد في ترجمة احزاني
أكرهك آذار الأسود ...
حاقدٌ أنت عليّ .. كحقدي على قلبي الخائب ..
آذار ...
بريقُ عينيّ المعتاد .. اختفى
وذكرياتي المؤلمة تراقصُ أوتار حزني
فتنزفُ دموعاً أقرب الى بركان
ثائرٌ في جوفه .. هادئٌ في سطحه ..
أنينُ جراحي يصرخ
وصراخُ صمتي كاد يصيب ُأجزائي بشلل نصفي ..
أستأذنُ أحزاني ووحدتي قليلاً ..
وأسيرُ بخطىً مثقلة ..
لأعد فنجان قهوة ..
راجيةً فنجاني .. ينسيني أحزاني ..
قهوتي البائسة أعادتني لعالم قاسي
أحيت بي ذاكرةً ماتت منذ آلاف السنين
وكأفلام الرعب رأيت ثغرك الباسم يرشف قليلاً
من قهوتي
فغمرتُها بدمعتي
أستأذنُ رشفتين من القهوة..
وأعودُ الى عالمِ أحزاني
أدخلُ به تماماً .. كما خنجرك المسموم دخل قلبي ..
عيدُ مأساتي اقترب
كيف أستقبله ..؟؟
سأصنَعُ مدينةً لأحزاني .. أسكنُها يوم مأساتي
سأجمع بقايا كلمات ممزقة .. كتبتها لي قبل دهر
سؤعدّ نعشي .. وأقرع طبولي..
سأبحث عنك بماض تاه في ذاكرتي ..
ماذا سألبَس ؟؟ وعلى ايّ هيئة أكون
هل أتعطّر ؟؟ .. هل أتجمّل ؟؟..
سأتعطّرُ بعطر عتيق احضرتَهُ لي أيامَ كنتَ قلبي
سأتجمّل ببقايا ورود قدمتَها لي أيامَ كنتُ قلبك
سأتقاسمُ وأحزاني ليليَ الطويل المبهم ..
سأشرب دموعي .. وآكل حسرتي ..
أغفو بأحضان حزني .. أتقاسم وقلمي عُزلتي ..
عيدُ مأساتي اقترب .. وأنا لا أسمعُ منك عنك خبر ..
إلاّ ما تتناقله الألسنة العمياء التي تهدف تحطيم كبريائي
كيف أنت ؟؟ .. كيف تحيا ؟؟ .. ولَمَ تحيا بَعدي ..؟؟؟...
أفكارٌ كثيرة تملؤني وتتشبعني .. هذا المساء ...
منها ما يشتتني .. ومنها ما يبعثرني ...
فينثرني كأشلاء مبعثرة بكلّ ارجاء ليلي الغامض ...
لستَ لي .. أيقنتُ منذ دهر أنك لستَ لي
لكنّ أحزاني وعيدُ مأساتي ..
فرضوا عليّ أن أذكر أجزاء منك
تمزّقت داخلي منذ عصر هارون الرشيد ...
لستَ لي .. وأفخر بي وبقوتي
التي جعلتني أتقبّل واقعاً مفروضاً
أقرب الى خيانة منه الى واقع
لست لي وأقسمُ أن لن تكون لي
فبِعيد مأساتي الأول والأخير حتماً
سأجتثّ بقايا منك
مني
لأعود الى ذاتي المفقودة
وأعود الى حرية مزعومة
عشتها قبلك