قبل ان يبزغ فجر يوم جديد وقبل ان تمتد اشعة الشمس الذهبية في تموز لتضيء فضاء نابلس الصمود كانت قذائف الاحتلال اسرع من ضوء الفجر لتبدد الهدوء وتحول عتمة الليل الى وميض القذائف وازيز الرصاص ينهمر على احد اكبر مقرات الاجهزة الامنية في شمال الضفة انهااا مقر المقاطعه او العماره او المحافظه او سمهااا ما شئت ان تسمي من المسميات
فهو نفس المكان الذي دك اكثر من مره تارة بقذائف الاباتشي وتارة بقنابل الاف ستة عشر وتارة بقذائف الدبابات والهدف واحد مطلوب او مطلوبين وهذة المره اراد الاحتلال ان ينتقم لقتلاه في الاسبوع الماضي الذين سقطوا في حي القريون وخاصة قائد المنطقة الوسطى والذي اشرف على العملية عله ينتقم لاصابات ابينه البالغة الذي اصيب بهااا بحي القريون
واستمرة العمليه ثلاثة ايااام حيث بدا الاحتلال بتجريف السجن الخاص لجهاز الامن الوقائي الذي تم بناءه بتمويل غربي وحسب المواصفات الامريكيه وتحت اشراف السي اي ايه حتى تم تسويته بالارض تمامااا والحمد لله لم يكن بداخله اي معتقل من مناضلي الحركات الوطنيه والاسلامية حيث ان هذا السجن كان مخصص فقط لهم وليس للجواسيس الذين يعملون على تصفية المناضلين
وبدات جرافات الاحتلال تزحف قليلا قليلا والكل غير مكترث مقابل سلامة الاخوه المحاصرين الى ان وصلت الجرافات عند مقر الداخليه ومكاتبهااا وارشيفهااا المديني وهنا بدا الناس الغيورين برفع صوتهم انهااا تاريخهم وتاريخ اجدادهم وحاضرهم ومستقبلهم
وانتهت العملية بعد عناء اهل المدينه
لم نبكي على الشهداء لانهم اكرم منا جميعا وهم اعز من ان نبكيهم لان حالهم الان افضل من حالنا بل نبكي على انفسنا لانا لا نلحق بهم وابتهلنا بالدعاء لجرحانااا ولاسرانااا ونقول لنا رب كريم يسمع الدعاء ويستجيب
وعمل في اليوم التالي العشرات ربما المئات كخلية نحل وبذلو جهودا جباره وكنت اظن انهم يبحثون عن اشلاء او مفقودين او عن وثائق ضروريه وهامه ولكن للاسف اذا بهم يبحثون عن الغنائم من الحديد او النحاس ومعهم العتاد الازم من رافعات واكسجين ومعاول وكانهم فوق اطلال احدى المستوطنات اليهودية
وااسفاه
سامحينا يا ارواح الشهداء فاجسادكم ذهبت والحديد باقي
سامحينا يا انات الجرحى فكوابل الكهرباء لا تسامحنا
سامحينا يا عذابات المعتقلين فالنحاس اهم
واولى
واولى سامحيناا اتهااا الانقاض لاننا نسرق من بين احشاء مسدس او رشاش
او ربماا جرة غاز او صحن او سرير
وتلومون العرب انهم لا يتضامنون معكم وانتم لا تتضامنون مع انفسكم
حسبي الله ونعم الوكيل