حين كانت في زاوية الغرفة ،تحت النافذة المكشوفة، في الزّقة العتيقة
،بين ثرى الغبار و نقع المعركة، دكّت في تلك الزنزانة حتى اصبحت
اسيرة الزنزانة رقم 22...
جلست تتفكر في اركان الحبس الضيق، تستغرب ،كيف ساعيش اسيرة
لأربعة جدران لفترة طويلة..تفحصتها جيدا..حتى وجدت ثغرا صغيرا أثار تسا}لها ثم حفر و لم هذه البيقعى بالذات!!...حتى مدت يدها و وجدت بها رسالة..تقول :لا تغمضي عينيك ابدا يا ابنتي ابدا و تسرحي في خيالك ، فعلمت انها لو اغمضت عيناها سيذهب بها الخيال نحو الفضاء و تطير مع ذويها ...ظلت فاتحة عيناها ......لانها لا تريد ان تصدم بين واقع مدنس و بين خيال مرهف ....
كان هذا الجدار هو صديقها الوحيد ، تبوح لها بكل ما فيها من اهات و الالام ...فقد كان صديقا رؤوما لا يخون و لا يخدع ...فهو لن يجرحها بكلمة و لن يبوح بسرّ -ليس كباقي البشر-وكانت اذا تفائلت تبوح له بكل امالها و يطمئنها...
ولكن على حين غرة ...جاء الجندي ليطلب منها ان ترحل ...الى اين...هي لا تدري....و هو لا يأبه الا بأن يخرجها من الزنزانة ...بكت ..و هو لم يكترث ..الا بطردها
قيل: اذا رايت وردة فاسرع الى قطافها قبل ان يقطفها غيرك، فهل ان قطفتها ستصونها!؟
ام انك تقول انها اصبحت بحوزني و انا مليكها ؟! و تضمن ان لا يحوزها غيرك؟!