كلما أصبح الماء ضحلا بمجرى الفراتين
حد الجفاف
وتفطرت الارض حول الضفاف
نثر النخل شعفته
ثم جرد سعفته
وغفا نصف عين
عندها يشهق الماء في الرافدين
ويلوح على الأفق وجه الحسين!
وبين الصلاة وبين الدعاء
يسمع الناس هذا النداء:
حين يصبح دجلة اوشال ماء
ويصير الفرات بلون الدماء
فاعلموا انها دعوة للشهادة
تصعد الان من كربلاء
وتدق على كل باب عراقية
وهي تصرخ بالدم:
انهض
فان زمان البطولة جاء!
ايها الناس
لم يكن عبثا ان كل دم الانبياء
جاز كل الوهاد، وكل الهضاب
وتخير هذا التراب
عليه يراق
لم يكن عبثا ان يصير العراق
ساحة للشهادة
انها سمة من سمات العبادة
ومن الموت فيها تجئ الولادة!
ويقاضونك الأن
كيف استتب لك الأمر ياوطني
كيف صارت شواطيك ابهى
ومغانيك ازهى
وعيون مياهك انقى، واشهى
كيف اصبحت اغنى
كيف صار لكل بريق بعينيك معنى
كيف لم ينضب الماء فيك
كيف لم ينضب الدم فيك
كيف لم تنهدم بعد ما ذبح الشر ابهى بنيك
ومن دون ان تتكلم يا وطني
يترقرق في دجلة الماء
ازرق لون المحابر
اسود لون المحاجر
احمر لون الدماء
قطط مذعورة
وكلاب مسعورة
تركض فوق ركام الكتب المطمورة
في اعماق الماء
الاف الاقدام والاف السيقان
تظهر في الصورة
تعبر في الظلماء
فوق الكتب المغمورة
تنزلق الاقدام
وتنزلق الاجسام
فيغمرها الماء
سيقان معقورة
وبطون مبقورة
وعويل..وبكاء
واكف صغار مبتورة
عالقة بالاثداء
ويسيل الماء
يسيل الماء
وتنغلق الصورة!
ويمر الزمان
ويصبح بعد ثوان
اثراً بعد عين
يترقرق دجلة مثل اللجين
ساجيا،
صافيا..
وعلى موجه
يتلألأ دجلة الحسين!
وفي كل الف..كلما الارض دنست
تسوق إلى بغداد غولا يغولها
صهايينها حينا.. وحينا مغولها!
من رأى للمعلق منكسرا في المياه؟
من راه؟؟
والزوارق تعبر من فوقه وهي تبكي
والمويجات تحضن اوصاله وهي تبكي
وعيون الصغار
تتأمل اشلاءه
وهي تبكي!
من رأى النخل كيف استحال
مسامير سوداً منبلة تثقب العين والقلب
لا سعف، لا كرب، لا ظلال؟
ليس هذا خيال
انا ابصرت عابا من النخل
اسود مثل المداخن
اجرد مثل رؤوس النبال
ورأيت المطر الأسود!
من يعرف كيف يهل المطر على الاشجار
سطوح الدور
وجوه الاطفال
فيصبغها باللون الاسود؟!
اهل بغداد اجمعهم يعرفون
وبيتي ما زال عاما فعام
يتحمل اوجاع هذا الوسام
يعيد له ذكر تلك الليال
والصواريخ تحرق بغداد
اطفالها،
وشوارعها
وتطارد حتى الظلال
ومن خلف حاسوبه
عالم في نيورك يهتف مبتهجا:
يا له كرنفال!
وفي فجر ليل الجريمة
فوق نفس المكان
سالت عيون السماء دموعا بلون الدخان!
ورأيت..
رأيت
رأيت الأسى
ورأيت الدموع
ورأيت إلى الناس تعرى
ورأيت جلودهمو كيف تصفر
تخضر
تسود
وهي تغلغل بين عظام الضلوع..!
مئات الجراح
ومئات النعوش الصغيرة
نحملها للمقابر كل صباح
والثكالى
والوجوه التي فقد اولادها شاع فيها جلالا
رأيت الرجال
ورأيت الى وطني وهو ينهض بين رماد المحاق
هلالاً
ورأيت الفرات وجلة
يجريان، على وجع الموت،
صفوا زلالا
وتلفت..
ابصرت وجه الحسين
قمراً دامع المقلتين
في مياههما يتلألأ
يا محمد
انه الماء ماؤك
والدماء دماؤك
وهي دين
ولهذا يطوف عليها الحسين
يامحمد
انت تعلم ما يضمرون
انه دينك اليغدرون
والعراق المصد
اذا ما استطاعوا
وحاشا
فمنه الى كل اقداسنا يعبرون
هي حرب صليبية يا محمد
ونحن بها مسلمون
هي حرب يهودية يا محمد
ونحن بها مسلمون
هي حرب مغولية يا محمد
ونحن بها عرب مسلمون
نحن لا نرهب الصوت
لا نتلفت في لحظة الموت
كنني ساقول لكل العرب:
حذار خيانة انفسكم
ان سيف المغول
واحدا واحدا سيطيح بارؤسكم
قبل ان ينفذ النصل فينا
هي هيضته الثانية
فلا تلدغن بنفس عقاربها
مرة ثانية
فغدا،
بعدما تغرق الأرض دم
ليس ينفع من يندمون الندم!
ستمر الشهور
وتمر السنون
تنام جفون
وتصحو حفون
وراية الله اكبر
سوف تبقى ترفرف ملء العيون
وتسير الحياة
يترقرق دجلة
ويجري الفرات
وعلى الشاطئن
باسما يتلألأ وجه الحسين..!!
حد الجفاف
وتفطرت الارض حول الضفاف
نثر النخل شعفته
ثم جرد سعفته
وغفا نصف عين
عندها يشهق الماء في الرافدين
ويلوح على الأفق وجه الحسين!
وبين الصلاة وبين الدعاء
يسمع الناس هذا النداء:
حين يصبح دجلة اوشال ماء
ويصير الفرات بلون الدماء
فاعلموا انها دعوة للشهادة
تصعد الان من كربلاء
وتدق على كل باب عراقية
وهي تصرخ بالدم:
انهض
فان زمان البطولة جاء!
ايها الناس
لم يكن عبثا ان كل دم الانبياء
جاز كل الوهاد، وكل الهضاب
وتخير هذا التراب
عليه يراق
لم يكن عبثا ان يصير العراق
ساحة للشهادة
انها سمة من سمات العبادة
ومن الموت فيها تجئ الولادة!
ويقاضونك الأن
كيف استتب لك الأمر ياوطني
كيف صارت شواطيك ابهى
ومغانيك ازهى
وعيون مياهك انقى، واشهى
كيف اصبحت اغنى
كيف صار لكل بريق بعينيك معنى
كيف لم ينضب الماء فيك
كيف لم ينضب الدم فيك
كيف لم تنهدم بعد ما ذبح الشر ابهى بنيك
ومن دون ان تتكلم يا وطني
يترقرق في دجلة الماء
ازرق لون المحابر
اسود لون المحاجر
احمر لون الدماء
قطط مذعورة
وكلاب مسعورة
تركض فوق ركام الكتب المطمورة
في اعماق الماء
الاف الاقدام والاف السيقان
تظهر في الصورة
تعبر في الظلماء
فوق الكتب المغمورة
تنزلق الاقدام
وتنزلق الاجسام
فيغمرها الماء
سيقان معقورة
وبطون مبقورة
وعويل..وبكاء
واكف صغار مبتورة
عالقة بالاثداء
ويسيل الماء
يسيل الماء
وتنغلق الصورة!
ويمر الزمان
ويصبح بعد ثوان
اثراً بعد عين
يترقرق دجلة مثل اللجين
ساجيا،
صافيا..
وعلى موجه
يتلألأ دجلة الحسين!
وفي كل الف..كلما الارض دنست
تسوق إلى بغداد غولا يغولها
صهايينها حينا.. وحينا مغولها!
من رأى للمعلق منكسرا في المياه؟
من راه؟؟
والزوارق تعبر من فوقه وهي تبكي
والمويجات تحضن اوصاله وهي تبكي
وعيون الصغار
تتأمل اشلاءه
وهي تبكي!
من رأى النخل كيف استحال
مسامير سوداً منبلة تثقب العين والقلب
لا سعف، لا كرب، لا ظلال؟
ليس هذا خيال
انا ابصرت عابا من النخل
اسود مثل المداخن
اجرد مثل رؤوس النبال
ورأيت المطر الأسود!
من يعرف كيف يهل المطر على الاشجار
سطوح الدور
وجوه الاطفال
فيصبغها باللون الاسود؟!
اهل بغداد اجمعهم يعرفون
وبيتي ما زال عاما فعام
يتحمل اوجاع هذا الوسام
يعيد له ذكر تلك الليال
والصواريخ تحرق بغداد
اطفالها،
وشوارعها
وتطارد حتى الظلال
ومن خلف حاسوبه
عالم في نيورك يهتف مبتهجا:
يا له كرنفال!
وفي فجر ليل الجريمة
فوق نفس المكان
سالت عيون السماء دموعا بلون الدخان!
ورأيت..
رأيت
رأيت الأسى
ورأيت الدموع
ورأيت إلى الناس تعرى
ورأيت جلودهمو كيف تصفر
تخضر
تسود
وهي تغلغل بين عظام الضلوع..!
مئات الجراح
ومئات النعوش الصغيرة
نحملها للمقابر كل صباح
والثكالى
والوجوه التي فقد اولادها شاع فيها جلالا
رأيت الرجال
ورأيت الى وطني وهو ينهض بين رماد المحاق
هلالاً
ورأيت الفرات وجلة
يجريان، على وجع الموت،
صفوا زلالا
وتلفت..
ابصرت وجه الحسين
قمراً دامع المقلتين
في مياههما يتلألأ
يا محمد
انه الماء ماؤك
والدماء دماؤك
وهي دين
ولهذا يطوف عليها الحسين
يامحمد
انت تعلم ما يضمرون
انه دينك اليغدرون
والعراق المصد
اذا ما استطاعوا
وحاشا
فمنه الى كل اقداسنا يعبرون
هي حرب صليبية يا محمد
ونحن بها مسلمون
هي حرب يهودية يا محمد
ونحن بها مسلمون
هي حرب مغولية يا محمد
ونحن بها عرب مسلمون
نحن لا نرهب الصوت
لا نتلفت في لحظة الموت
كنني ساقول لكل العرب:
حذار خيانة انفسكم
ان سيف المغول
واحدا واحدا سيطيح بارؤسكم
قبل ان ينفذ النصل فينا
هي هيضته الثانية
فلا تلدغن بنفس عقاربها
مرة ثانية
فغدا،
بعدما تغرق الأرض دم
ليس ينفع من يندمون الندم!
ستمر الشهور
وتمر السنون
تنام جفون
وتصحو حفون
وراية الله اكبر
سوف تبقى ترفرف ملء العيون
وتسير الحياة
يترقرق دجلة
ويجري الفرات
وعلى الشاطئن
باسما يتلألأ وجه الحسين..!!