

استشهدت ودُفنت مبتسمةً رافعةً سبابتها إلى جوار ابنها الشهيد أحمد جود الله
السلام عليكم أحبائي الغالين..
اليوم سأحدثكم عن شهيدة بطلة، كان همّها الشاغل الشهادة في سبيل الله..
ولدت شهيدتنا سعاد حسن صنوبر في مدينة نابلس في 24/4/1956 لأسرة عُرفت بتدينها والتزامها بأخلاق الدين الحنيف، فتربت تربية إسلامية، كان لها الأثر الأكبر في تفكيرها ونمط حياتها.
أنهت شهيدتنا سعاد الدراسة الثانوية الفرع العلمي، وحصلت على شهادة الدبلوم في المحاسبة، واشتهرت بين أفراد عائلتها بذكائها الحاد وفطنتها وألمعيتها، حتى لُقبت بالدكتورة.
اقترنت شهيدتنا عام 1978 بالسيد محمود خليل جود الله "أبو محمد" فكانت مثلاً يحتذى به للزوجة الصالحة والمتفانية في رعاية بيتها وشؤون أسرتها، وتحملت مع زوجها ظروف المعيشة القاسية، وضحّت بكل ما تملك من جهد ومال وحلي في سبيل بناء بيت مستقل لها ولزوجها ولأبنائها، بدلاً من البيت الصغير المستأجر.
رزقت شهيدتنا بخمسة أبناء، وحرصت على تربيتهم التربية الصالحة، وأنشأتهم على حب المساجد، وغرست في نفوسهم معاني العزة والكرامة وحب الوطن، فأنبت جهدها نباتاً حسناً، وكان ابنها الشهيد أحمد، الشاب الذي أذاق العدو صنوفاً من العذاب بعملياته الجريئة والنوعية.
موعد مع الشهادة:
وتزداد حرقة الأم على ولدها، ويزيد شوقها للقائه، فيكون اللقاء به بعد أقل من ثلاثة أشهر، عندما كانت "أم محمد" وابنها الآخر عبد الله والشهيد أيمن الحناوي -رفيق درب ولدها الشهيد أحمد- يستقلون سيارتهم، وإذا بكمين نصبته لهم قوات الاحتلال الغادرة على مدخل نابلس الغربي، لترتقي أرواح الشهداء سعاد وأيمن إلى بارئها، ويُصاب ولدها عبد الله بجروح، ويقع فريسة في قبضة اليهود المحتلين، ويحتجز جنود الاحتلال جثماني الشهيدين لأكثر من ثماني ساعات متواصلة، ولم يُفرج عنهما إلا قبيل الغروب، وما إن أفرج عن الجثمانين حتى خرجت مسيرة غاضبة تحمل الشهيدين وتطوف بهما شوارع جبل النار متحدين ظروف حظر التجول المشدد المفروض على المدينة منذ أسبوع، وتنطلق الحناجر بالتكبير والهتاف مطالبين بالثأر والانتقام لدماء الشهيدين.
ويسجّى جثمان الأم الشهيدة إلى جانب ضريح ابنها الشهيد أحمد، لتكون إلى جانبه جسداً وروحاً في جنان النعيم، وقد بدت عليها ابتسامة الفرح بلقائه، وكانت مفتحة العينين، رافعة إصبعها للتشهد.
إلى جنات النعيم أيتها الشهيدة البطلة، وجمعنا الله بك في عليين بإذن الله تعالى.