نابلس/أمين أبو وردة-
أضحى مشهد ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس مكانا لأكثر المناطق اكتظاظا في المدينة والتي لا يمكن أن يجد المار فيها متسعا للمرور سواء بالمركبات أو مشيا على الإقدام بسبب الانتشار المكثف للبسطات التي تبيع كل ما يتوقعه المرء. واضحى الحديث عن ايجاد حل لتلك الظاهرة مثارا للجدل بين مختلف الاطياف والجهات الامر الذي جعلها متروكة للمناسبات والحملات التي تنظم بين فترة واخرى. وينظر أصحاب البسطات للظاهرة من بعدها الإنساني فقط، معتبرينها شكلا من أشكال توفير مصادر الرزق.
أضحى مشهد ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس مكانا لأكثر المناطق اكتظاظا في المدينة والتي لا يمكن أن يجد المار فيها متسعا للمرور سواء بالمركبات أو مشيا على الإقدام بسبب الانتشار المكثف للبسطات التي تبيع كل ما يتوقعه المرء. واضحى الحديث عن ايجاد حل لتلك الظاهرة مثارا للجدل بين مختلف الاطياف والجهات الامر الذي جعلها متروكة للمناسبات والحملات التي تنظم بين فترة واخرى. وينظر أصحاب البسطات للظاهرة من بعدها الإنساني فقط، معتبرينها شكلا من أشكال توفير مصادر الرزق.
ويقول فارس سوالمة، عضو لجنة البسطات-وهي لجنة شكلت بنابلس حديثا- أن جميع أصحاب البسطات أصحاب اسر وعوائل ويعتمدون على هذا العمل لتوفير مصدر رزق أطفالهم.
حقنا بتوفير لقمة العيش
ويضيف ان عدد أصحاب البسطات بالمدينة يصل إلى 250 بسطة جلهم عمال فقدوا عملهم داخل الخط الأخضر، او أشخاص لا يحملون شهادات علمية ولم يجدوا إلا هذا السبيل للعيش. ويتابع "إننا مع تنظيم المدينة وترتيب أسواقها لكن بشرط أن يأخذ بعين الاعتبار ايجاد مكان ملائم لنا، يوفر الرجل البشرية لنا لاننا نعتمد على كثرة الزبائن". اما زميله خالد ابو جعفر فقال أن مجمعا خاصا بالبسطات كان في وسط المدينة وكان الجميع ملتزم بدفع اشتراكات للبلدية، وعندما قررت البلدية إنشاء مجمع مكانهم وعدوا بتوفير حصة لهم أو بديل ملائم الأمر الذي لم يحصل حتى الآن. واضاف ان صاحب البسطة كان يدفع 50 دينارا للبلدية سنويا، وكان يملك ترخيصا للعمل، أما الآن فهو يبحث عن المكان الذي يراه مناسبا لتوفير مصدر رزق لأسرته
ويؤكد كل من سوالمة وأبو جعفر أن لجنةً شكلت لمتابعة أمور البسطات وعقدت لقاءات سابقة مع كافة فعاليات المحافظة دون التوصل لوضع نهائي لقضيتهم، لكنهم يسمعون في كل مرة اشاعات حول نقلهم الى جهة غربية وأخرى شرقية دون مشاورة اللجنة. ويشير سوالمة الى أنهم يرفضون دمج مشكلة البسطات بالفلتان الأمني وسرقة السيارات والفوضى، موضحا أنهم ضد تلك الظاهر وليسوا سببا فيها داعيا إلى تحديد وجهة تعامل الجهات المعنية مع أصحاب البسطات ضمن اللجنة المعروفة، وعدم اعتبار بسطات الخضار التي تخرج من سوقها المحدد للشارع شبيها بقضيتهم.
وفي ركن آخر في "شارع العدل"، اختار ناجي دوريش ملاذا لبسطة صغيرة لألعاب الأطفال اعتبرها المكان الملائم لتوفير مصدر رزق لأسرته المكونة من 8 أنفار، منوها الى أن مرضه الأخير يجعله غير قادر على العمل إلا الجلوس على قارعة الطريق أمام بسطة متواضعة.
اتركوا لنا ممرا
لكن للمواطن العادي رأي آخر، فرغم اقراره بوجود ظاهرة البطالة على نطاق كبير لكنه يصر على ضرورة ترتيب الامور في الشوارع منوهين ان الكثير من الاسر لا ينصحون بناتهم الخروج للاسواق بسبب زحمة البسطات وما تخلفه من ممارسات غير مقبولة. ويقول فرحان سالم -وهو رب اسرة - انه اجتياز منطقة الدوار تحتاج الان لوقت مضاعف ثلاث مرات من السابق بسبب ضيق الممرات وأحيانا إغلاقها بشكل كلي. كما ان المركبات تعاني مشكلة اكثر ايلاما، حيث يقول السائق عبد الله رشيد أن انتشار البسطات بمنطقة الدوار لا يمكن مركبات العمومي من الوصول للمركبات في جميع الاتجاه بالرغم من كون المكان من اكثر المناطق اكتظاظا.
البلدية تسعى للبديل
ويقول حسام قتلوني، عضو بلدية نابلس، حول تفاقم ظاهرة انتشار البسطات في مدينة نابلس:" لا شك أنها ظاهرة سلبية تؤثر على الوضع الاقتصادي في مدينة نابلس، وما هي إلا ظاهرة تنم عن حالة الفوضى التي تعيشها المدينة منذ بدأ الاحتلال الإسرائيلي، التي تعاني من الكثير من الظواهر السلبية المضرة على المجتمع الفلسطيني والمدينة بشكل عام، كتعطيل حركة الأفراد وحركة السير وانتشار النفايات في الشوارع، وهذا مشهد سلبي يعكس بصورة سلبية على المجتمع الفلسطيني.
ويوضح:" أن السبب الرئيسي يعود على تفاقم هذه الظاهرة والذي يلعب دور كبير في انتشارها، الوضع الأمني، وهو أهم قضية فيجب بسط الأمن في المنطقة". ويضيف قتلوني:" أن الدور مشترك بين البلدية، والمحافظة، وتعاون أصحاب البسطات وهم جزء من المجتمع المحيط، فعلينا تحمل مسؤلياتنا اتجاه المدينة التي نعيش فيها، فسيادة النظام مطلب محوري للسيطرة الامنية".
وبرأي قتلوني فإن المجتمع بحاجة الى توعية عبر الاعلام، كالندوات، والمؤتمرات، وان المؤسسات يجب أن تأخذ دورها منها المحافظة والبلدية، مضيفا:" نحن كبلدية نتداول الموضوع دوريا في جلساتنا، كتشكيل شرطة بلدية تحد من هذه الظاهرة، تحرير مخالفات، والقيام بتنبيهات متكررة في اقناع أصحاب البسطات بالحد من انتشارهم وحصرها في الامكنة التي ستخصصها البلدية لهم في المستقبل، ولكن اكرر ان الوضع الامني والسياسي له التاثير الاكبر في هذه المشكلة."
الغرفة التجارية
من جانبه، اعتبر باسل كنعان رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة نابلس ظاهرة البسطات في شكلها الحالي غير صحية، وعزا استفحالها الى ارتفاع نسب البطالة والفقر في السنوات الأخيرة أي أنها مرتبطة بالوضع السياسي وثيق السلطة بالجانب الاقتصادي والتجاري. ويضيف "إذا لم يحدث حل للظاهرة خلال شهرين على ابعد تقدير فان الأمر سيسوء أكثر وستصبح الظاهرة مرضية يصعب لاحقا إيجاد حل لها".
وقال أن الظاهرة تعتبر مقلقة للتجار لأنها تعطي مجال لمنافس في نفس الشارع ليس عليه التزامات فلا دفع آجار أو تعيين عمال وموظفين أو دفع تكاليف كهرباء ومياه وضرائب.وفي موقف مقابل أدى انتشار البسطات إلى اضطرار أصحاب المحلات وضع بسطاتهم خارج محلاتهم كما يقول كنعان مما زاد عدد البسطات على الأرصفة وضيق على المارة.
وكشف كنعان عن مشاورات تجرى حاليا بين الجهات المعنية ومن بينها الغرفة والتجارية والبلدية والشرطة والمحافظة من اجل إيجاد حل للظاهرة والبحث عن بدائل مناسبة لها. وأكد أن للمواطن العادي دورا لا يستهان به في مواجهة الظاهرة سواء من خلال الالتزام بالنظام ومقاطعة المخالفين وإعطاء المدينة وجهها الحضاري.
حقنا بتوفير لقمة العيش
ويضيف ان عدد أصحاب البسطات بالمدينة يصل إلى 250 بسطة جلهم عمال فقدوا عملهم داخل الخط الأخضر، او أشخاص لا يحملون شهادات علمية ولم يجدوا إلا هذا السبيل للعيش. ويتابع "إننا مع تنظيم المدينة وترتيب أسواقها لكن بشرط أن يأخذ بعين الاعتبار ايجاد مكان ملائم لنا، يوفر الرجل البشرية لنا لاننا نعتمد على كثرة الزبائن". اما زميله خالد ابو جعفر فقال أن مجمعا خاصا بالبسطات كان في وسط المدينة وكان الجميع ملتزم بدفع اشتراكات للبلدية، وعندما قررت البلدية إنشاء مجمع مكانهم وعدوا بتوفير حصة لهم أو بديل ملائم الأمر الذي لم يحصل حتى الآن. واضاف ان صاحب البسطة كان يدفع 50 دينارا للبلدية سنويا، وكان يملك ترخيصا للعمل، أما الآن فهو يبحث عن المكان الذي يراه مناسبا لتوفير مصدر رزق لأسرته
ويؤكد كل من سوالمة وأبو جعفر أن لجنةً شكلت لمتابعة أمور البسطات وعقدت لقاءات سابقة مع كافة فعاليات المحافظة دون التوصل لوضع نهائي لقضيتهم، لكنهم يسمعون في كل مرة اشاعات حول نقلهم الى جهة غربية وأخرى شرقية دون مشاورة اللجنة. ويشير سوالمة الى أنهم يرفضون دمج مشكلة البسطات بالفلتان الأمني وسرقة السيارات والفوضى، موضحا أنهم ضد تلك الظاهر وليسوا سببا فيها داعيا إلى تحديد وجهة تعامل الجهات المعنية مع أصحاب البسطات ضمن اللجنة المعروفة، وعدم اعتبار بسطات الخضار التي تخرج من سوقها المحدد للشارع شبيها بقضيتهم.
وفي ركن آخر في "شارع العدل"، اختار ناجي دوريش ملاذا لبسطة صغيرة لألعاب الأطفال اعتبرها المكان الملائم لتوفير مصدر رزق لأسرته المكونة من 8 أنفار، منوها الى أن مرضه الأخير يجعله غير قادر على العمل إلا الجلوس على قارعة الطريق أمام بسطة متواضعة.
اتركوا لنا ممرا
لكن للمواطن العادي رأي آخر، فرغم اقراره بوجود ظاهرة البطالة على نطاق كبير لكنه يصر على ضرورة ترتيب الامور في الشوارع منوهين ان الكثير من الاسر لا ينصحون بناتهم الخروج للاسواق بسبب زحمة البسطات وما تخلفه من ممارسات غير مقبولة. ويقول فرحان سالم -وهو رب اسرة - انه اجتياز منطقة الدوار تحتاج الان لوقت مضاعف ثلاث مرات من السابق بسبب ضيق الممرات وأحيانا إغلاقها بشكل كلي. كما ان المركبات تعاني مشكلة اكثر ايلاما، حيث يقول السائق عبد الله رشيد أن انتشار البسطات بمنطقة الدوار لا يمكن مركبات العمومي من الوصول للمركبات في جميع الاتجاه بالرغم من كون المكان من اكثر المناطق اكتظاظا.
البلدية تسعى للبديل
ويقول حسام قتلوني، عضو بلدية نابلس، حول تفاقم ظاهرة انتشار البسطات في مدينة نابلس:" لا شك أنها ظاهرة سلبية تؤثر على الوضع الاقتصادي في مدينة نابلس، وما هي إلا ظاهرة تنم عن حالة الفوضى التي تعيشها المدينة منذ بدأ الاحتلال الإسرائيلي، التي تعاني من الكثير من الظواهر السلبية المضرة على المجتمع الفلسطيني والمدينة بشكل عام، كتعطيل حركة الأفراد وحركة السير وانتشار النفايات في الشوارع، وهذا مشهد سلبي يعكس بصورة سلبية على المجتمع الفلسطيني.
ويوضح:" أن السبب الرئيسي يعود على تفاقم هذه الظاهرة والذي يلعب دور كبير في انتشارها، الوضع الأمني، وهو أهم قضية فيجب بسط الأمن في المنطقة". ويضيف قتلوني:" أن الدور مشترك بين البلدية، والمحافظة، وتعاون أصحاب البسطات وهم جزء من المجتمع المحيط، فعلينا تحمل مسؤلياتنا اتجاه المدينة التي نعيش فيها، فسيادة النظام مطلب محوري للسيطرة الامنية".
وبرأي قتلوني فإن المجتمع بحاجة الى توعية عبر الاعلام، كالندوات، والمؤتمرات، وان المؤسسات يجب أن تأخذ دورها منها المحافظة والبلدية، مضيفا:" نحن كبلدية نتداول الموضوع دوريا في جلساتنا، كتشكيل شرطة بلدية تحد من هذه الظاهرة، تحرير مخالفات، والقيام بتنبيهات متكررة في اقناع أصحاب البسطات بالحد من انتشارهم وحصرها في الامكنة التي ستخصصها البلدية لهم في المستقبل، ولكن اكرر ان الوضع الامني والسياسي له التاثير الاكبر في هذه المشكلة."
الغرفة التجارية
من جانبه، اعتبر باسل كنعان رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة نابلس ظاهرة البسطات في شكلها الحالي غير صحية، وعزا استفحالها الى ارتفاع نسب البطالة والفقر في السنوات الأخيرة أي أنها مرتبطة بالوضع السياسي وثيق السلطة بالجانب الاقتصادي والتجاري. ويضيف "إذا لم يحدث حل للظاهرة خلال شهرين على ابعد تقدير فان الأمر سيسوء أكثر وستصبح الظاهرة مرضية يصعب لاحقا إيجاد حل لها".
وقال أن الظاهرة تعتبر مقلقة للتجار لأنها تعطي مجال لمنافس في نفس الشارع ليس عليه التزامات فلا دفع آجار أو تعيين عمال وموظفين أو دفع تكاليف كهرباء ومياه وضرائب.وفي موقف مقابل أدى انتشار البسطات إلى اضطرار أصحاب المحلات وضع بسطاتهم خارج محلاتهم كما يقول كنعان مما زاد عدد البسطات على الأرصفة وضيق على المارة.
وكشف كنعان عن مشاورات تجرى حاليا بين الجهات المعنية ومن بينها الغرفة والتجارية والبلدية والشرطة والمحافظة من اجل إيجاد حل للظاهرة والبحث عن بدائل مناسبة لها. وأكد أن للمواطن العادي دورا لا يستهان به في مواجهة الظاهرة سواء من خلال الالتزام بالنظام ومقاطعة المخالفين وإعطاء المدينة وجهها الحضاري.