السلطة مطالبة بالتحرك ولكن!
نابلس: شيكاغو الضفة بانتظار الأمن الموعود!
وعود أبو مازن باحلال الأمن والقضاء على الفوضى تلقى سخرية النابلسيين الذين يواجهون عصابات مسلحة لا تتورع عن القتل.
ميدل ايست اونلاين
نابلس (الضفة الغربية) - من هايزل وورد
تسود فوضى امنية تشمل جرائم قتل وعمليات سطو مسلح وابتزاز فيما يبث رجال عصابات الذعر في نابلس التي لا يزال ينتظر سكانها تبلور الوعود التي قطعها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس باحلال الامن. نابلس: شيكاغو الضفة بانتظار الأمن الموعود!
وعود أبو مازن باحلال الأمن والقضاء على الفوضى تلقى سخرية النابلسيين الذين يواجهون عصابات مسلحة لا تتورع عن القتل.
ميدل ايست اونلاين
نابلس (الضفة الغربية) - من هايزل وورد
ورغم التراجع الكبير للعنف الاسرائيلي-الفلسطيني منذ انتخاب عباس على رأس السلطة الفلسطينية في كانون الثاني/يناير، يعبر سكان نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية بشكل متزايد عن قلقهم ازاء امنهم الشخصي.
وترتكب عصابات مسلحة يقول بعض اعضائها انهم ينتمون الى حركات قومية فلسطينية او اجهزة امنية جرائم مختلفة في المدينة وتبقى في غالب الاحيان بدون عقاب.
وقد اغرقت الجرائم وعمليات الابتزاز وتصفية الحسابات المدينة الفلسطينية تدريجيا في الخوف والفوضى منذ اندلاع الانتفاضة قبل خمسة اعوام تقريبا.
وادى تصاعد الجريمة في المدينة الى اطلاق عليها اسم "شيكاغو الضفة الغربية".
وقال صاحب محل في وسط القصبة، المدينة القديمة في نابلس، "تتم مهاجمة الناس والمتاجر، يجري اطلاق النار والقتل بدون اي سبب".
واضاف ان "الناس لا يشعرون على الاطلاق بالامان. ان ابو مازن (محمود عباس) يتحدث عن امن المواطنين لكنه لم يقم بشيء لضمانه".
واعتبر محمد بريك وهو ميكانيكي في الواحدة والعشرين من العمر ان "الوضع تفاقم" منذ انتخاب عباس. وقال "انني خائف فعلا، يمكن ان نقتل في اي لحظة وسدى".
وروى كيف قام سائق سيارة اجرة غاضب بقتل احد اصدقائه بضربات مفك البراغي امام ولديه.
ويوجه غسان حمدان، مدير فرع نابلس للجان الاسعاف الطبي، منظمة غير حكومية فلسطينية، اصابع الاتهام الى السلطة الفلسطينية التي يقيم بعض مسؤوليها، على حد قوله، شبكات مسلحة تعمل لحسابهم.
وقال ان "غالبيتهم من الشبان المتحدرين من عائلات فقيرة وعاطلين عن العمل. ان بعض المسؤولين الفلسطينيين يستخدمونهم لغاياتهم الخاصة".
ومع "راتب" شهري يبلغ حوالي 1300 دولار ورشاش من نوع "ام-16" يعتقد هؤلاء الشبان ان كل شيء مسموح في هذه المدينة التي تعتبر من اكثر المدن المنكوبة من جراء اعمال العنف التي خلفتها الانتفاضة.
ويقول حمدان "ان يحظوا بسلطة في الشارع يعطيهم شعورا جيدا وبفضل الرشاشات يمكنهم الحصول على المزيد من الاموال عبر عمليات الابتزاز".
من جهتها تحاول الحركات الفلسطينية ان تنأى بنفسها عن اولئك الافراد الذين يستخدمون اسمها والضالعين في اعمال اجرامية كما يحصل مع بعض الناشطين المعروفين بانهم عناصر من كتائب شهداء الاقصى التابعة لفتح.
وقال ناصر جمعة احد قادة المجموعة المسلحة في نابلس "ما نراه في الشوارع ليس له علاقة بكتائب الاقصى. اولئك الاشخاص يستخدمون اسمنا لانهم مرتبطون بفتح".
لكنه اكد في المقابل ان عناصر غير منضبطة من اجهزة الامن متورطة فيها. وقال "نطلب من السلطة الفلسطينية اقصاء اولئك الاشخاص عن اجهزة الامن".
من جهته يعتبر محمد غزال مسؤول حركة حماس في نابلس، انه من غير الممكن الوثوق في اجهزة الامن التابعة للسلطة الفلسطينية من اجل انهاء الفوضى.
وقال متسائلا "ان قوات الامن هي جزء من المشكلة، وكيف ستتمكن بالتالي من ايجاد حل".
وحذر من ان حركته لن تتغاضى لفترة طويلة عن الوضع الراهن.
وقال غزال الذي تشارك حركته للمرة الاولى في الانتخابات التشريعية المقبلة ان "حماس لن تلزم الصمت. سنتمكن من ضمان امن شعبنا، هذا هو واجبنا".
