سؤال الناس كلها بتسال عنه بتأيد اجابته او بترفضها...شو رأيك بالاختلاط؟؟؟

لايختلف اثنان على تحريم الخلوة بين رجل وامرأة، ولكني أرى أن موضوع الاختلاط قد التبس على كثير من الناس، فأردت أن أبسط هذا الموضوع مدعماً بالحجة والدليل ليظهر للجميع حكمه بجلاء.

لقد ورد في تحريم الاختلاط عدد من النصوص الشرعية التي دلت صراحة على تحريم اختلاط الرجال بالنساء، وهذه بعض منها:

1- حديث أسيد الأنصاري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال بالنساء في الطريق... فقال النبي صلى الله عليه وسلم للنساء: (استئخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق، عليكن بحافات الطريق) فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليلتصق بالجدار من شدة لصوقها به. (أخرجه أبو داوود وغيره وإسناده حسن بمجموع طرقه كما قال الألباني)

2- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لوتركنا هذا الباب للنساء)، قال نافع: فلم يدخل منه ابن عمر حتى مات. (اخرجه أبو داوود بسند صحيح)

3- حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان الرسول إذا سلم، قام النساء حين يقضي تسليمه ومكث يسيراً قبل أن يقوم.

قال الزهري: فأرى والله أعلم أن مكثه لكي ينفذ النساء قبل أن يدركهن من انصرف من القوم.(اخرجه البخاري)

وفي رواية له: أنها قالت كان يسلم فينصرف النساء فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يظهر من هذه النصوص أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى النساء عن السير في وسط الطريق، وبين عليه السلام ماذا يفعل عندما يتقابل نساء ورجال في الطريق وأن للنساء حافات الطريق. وفي المسجد جعل النبي صلى الله عليه وسلم صفوف الرجال في الأمام ثم جعل الصبيان ثم جعل النساء بعدهم، كما نظم الخروج من المسجد، فإذا سلم الإمام يخرج النساء في البداية ويبقى الإمام ومن معه من الرجال حتى ينصرف النساء، بل كان النساء ينصرفن فيدخلن بيوتهن من قبل أن ينصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنه عليه السلام جعل باباً خاصاً للنساء في المسجد. فلعلنا لاحظنا جميعاً أن كل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن المجيء إلى المسجد وذلك في زمن الصحابة وقد كانت النساء في ذلك الزمان في غاية الحشمة والستر.



وإن كان الاختلاط أثناء الطواف في البيت الحرام هو الاختلاط المنظم فإن هذا لم يحدث أمام ناظري رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الأستاذ سعود، وقد أجاب الشيخ يوسف الأحمد على هذه الشبهة بالجواب الآتي:

«إن الاختلاط الواقع اليوم في الطواف غير جائز، والطواف بالبيت لم يكن مختلطاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فالنساء كن يطفن وحدهن دون الرجال.

وقد حصل شيء من الاختلاط بعد عهد النبي عليه السلام فأنكره الخليفة.

قال ابن حجر: روى الفاكهي عن ابن زائدة من طريق ابن إبراهيم النفعي: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء قال: فرأى رجلا معهم فضربه بالدرة.

وسأل عطاء ابن أبي رباح عن اختلاط نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالطواف فقال: لم يكن يخالطن، كانت عائشة تطوف حجرة من الرجال لاتخالطهم.. (اخرجه البخاري) ومعنى حجرة: معتزلة في ناحية.

وهل هناك أصلح من هذا؟

أما الواقع فالواجب إصلاحه بما أمدنا الله به من وسائل وإمكانات». (انتهى كلامه).

ففي هذا كله دليل ظاهر جلي على حرمة الاختلاط لمن ابتغى الحق وتجرد في طلبه.

أما القول أن المجتمعات المغلقة سبب في كثير من المشكلات فإني أرى مجتمعاتنا الإسلامية ليست مجتمعات مغلقة فالشرع جعل للرجل والمرأة عدداً كبيراً من المحارم - سواءً أكان سبب المحرمية هو النسب أو الرضاع أو المصاهرة - الذين يوفرون للناشئ مجتمعاً متوازناً وجواً آمناً من الاختلاط الذي يهذب نموه العاطفي ويكسر الخوف والحذر من الآخر.